أوروبا
17 أيلول 2018, 12:30

ترقية جديدة في كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك- لندن

شهد أبناء الجالية اللّبنانيّة في بريطانيا في كنيسة برنابا للرّوم الملكيّين الكاثوليك في لندن على ترقية خادمها الأب شفيق أبو زيد إلى رتبة أرشمندريت، خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه أمس رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام يوحنّا درويش.

 

بعد الإنجيل المقّدس ألقى درويش عظة جاء فيها: "الأخوات والإخوة الأحبّاء. أعرب لكم عن فرحي وسعادتي بوجودي معكم في هذا القدّاس الإلهيّ. لقد أتيت إلى لندن في زيارة خاطفة لأكرّم باسم غبطة أبينا البطريرك يوسف العبسيّ، الّذي نوجّه له تحيّتنا ومحبّتنا، ولأمنح بإسمه حضرة الأب شفيق أبو زيد رتبة الأرشمندريت. هذه الرّتبة تمنح عادة لرؤساء الأديار ورؤساء الإرساليّات الكنسيّة، والأب شفيق مستحقّ لها منذ وقت طويل.
بهذه الرّتبة تريد الكنيسة أن تكرّمه وتكرّمكم. تكرّمه أوّلاً لأنّ الأب شفيق هو راعٍ صالح على مثال يسوع المسيح، يعرف خرافه وخرافه تعرفه، يهتمّ بهم ويحملهم في قلبه وفي صلواته. نكرّمه ونشكره على محبّته للكنيسة ولكم، لكنّها أيضًا مسؤوليّة جديدة تلقى على عاتقه ليزيد من محبّته وعطاءاته.
بمنح الأب شفيق رتبة ألأرشمندريتيّة تريد الكنيسة أن تكرّمكم أيضًا كرعيّةـ وتكرّم كلّ فرد منكم، فأنتم مستحقّون كلّ شكر لأنّكم تساهمون في المحافظة على تراث كنيستكم في هذه البلاد.
اليوم أيضًا نحتفل معكم بعيد الصّليب المقدّس، نعايدكم ونتمنّى أن يكون الصّليب مغروسًا في حياتكم. لا يمكن أن نفصل الحياة المسيحيّة عن الصّليب، ومسيرة المسيحيّ في الحياة هي مسيرة نحو الصّليب، ومن ثمّ نحو القيامة. والكنيسة تدعو أبناءها ليضعوا أمام أعينهم يسوع المسيح المصلوب، وأن يكون مرسومًا في ذهنهم. فبالصّليب تكون لنا الحياة الأبديّة، وبالصّليب نعرف أن يسوع الّذي ظهر لنا في هيئة إنسان أخلى ذاته وحرّرنا من الخطيئة. المسيحيّ عنده طريق واحدة هي طريق الصّليب، أيّ طريق التّواضع والوداعة والحنان والمحبّة.
تريدون أن تتصالحوا مع الله، الصّليب يصالحكم.
تريدون أن تخلّصوا، الصّليب وحده يخلّصكم.
تريدون أن تكونوا مع يسوع في مجده الأبديّ،الصّليب هو المجد والكرامة، وبه صار الفداء.
تريدون ان تكونوا أبناء الله، بالصّليب فقط نصير مواطنين سماويّين.
لماذا نحتفل بالصّليب؟ بولس الرّسول يقول لنا: إنّ فصحنا المسيح قد ذُبح لأجلنا" ( أكور5/7). ذٌبح مرفوعًا على الصّليب، قدّم ذاته ذبيحة ليضمّنا إليه، بالصّليب صار هو المذبح وصار هو الذّبيحة.
أعظم إنجاز منذ بدء الخليقة هو الصّليب، من يحمل الصّليب في قلبه وفي حياته يسمع كلام الرّبّ "اليوم تكون معي في الفردوس" . من يعترف بالصّليب تُغفر خطاياه ويُبرر، فيذكره الله في الملكوت وتُفتح له السّماء.
المسيح ما زال حتّى الآن مصلوبًا، ولكنّه ما زال قائمًا. فالصّليب والقيامة لا ينفصلان. هكذا هو المسيحيّ، إنّه مصلوب مع المسيح ولكنّه قائم معه.

من أجل ذلك، نحن الشّرقيّين، نُكثر من إشارة الصّليب، لأنّ الصّليب مغروس في حياتنا، وإشارة الصّليب، بالإضافة إلى أنّها تُرعِب الشّيطان، هي تقوّينا وتجعلنا واحدًا بالمسيح.
كلّ مرّة نحتمل هفوات وأخطاء بعضنا يكون صليب المسيح معنا.
كلّ مرة نغفر لبعضنا أو نطلب غفران الآخرين يكون صليب يسوع المسيح معنا، لأنّ الصّليب هو فعل حبّ وتضحية تجاه الإنسان الآخر.
كلّ مرّة تتخطّى العائلة الصّعوبات الّتي تواجهها ويغفر الواحد للآخر زلّاته يكون الصّليب مغروسًا في وسطها، لأنّ الصّليب يعطي العائلة حياة جديدة ويجدّد الحبّ بين أفرادها.
في عيد الصّليب نفهم أكثر أنّ الصّليب صار محور حياة المسيحيّ وهو علامة انتمائه للقيامة. لنصلِّ معًا لصليبك يا سيّدنا نسجد ولقيامتك المقدّسة نمجّد".