ترغب الكنيسة في كندا في أن تصبح المصالحة مع السكّان الأصليّين "واقعًا معاشًا"
رحلة البابا فرنسيس إلى كندا في عام 2022 "شكّلت بداية ما كان الأساقفة الكنديّون يأملون فيه" و"خطوة ذات مغزى في رحلة المصالحة مع شعوبنا الأصليّة"، كما قال الأسقف ويليام ماكغراتان من كالجاري، الرئيس الحاليّ للمجلس الكنديّ للأساقفة الكاثوليك (CCCB).
وفي حديثه مع إذاعة الفاتيكان في ذكرى زيارة البابا، سلّط الأسقف ماكغراتان الضوء على بعض المبادرات الملموسة التي اتّخذتها الكنيسة في كندا في العامين الماضيين، بما في ذلك إنشاء صندوق بقيمة 30 مليون دولار لمشاريع الشفاء والمصالحة، وتيسير الوصول الشفّاف إلى سجّلات الكنيسة، ومواصلة جهود الحوار والإصغاء.
يشارك الأساقفة أيضًا في محادثات تهدف إلى تعزيز فهم أعمق لما يسمّى بـ "تعليم الاكتشاف"، والذي يركّز على دراسة المفهوم من منظور تاريخيّ وتعليميّ.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ الأساقفة مؤخّرًا مناقشات حول مخاوف السكّان الأصليّين في شأن القطع الأثريّة التي تحتفظ بها متاحف الفاتيكان، بما في ذلك النظر في إمكانيّة العمل مع الحكومة الكنديّة للتحقيق في إمكانيّة إعادة بعض تلك المقتنيات.
وأشار الأسقف ماكغراتان إلى أنّ الجهود المبذولة لدعم مشاريع السكّان الأصليّين من خلال صندوق المصالحة ساعدت على زيادة الوعي ليس فقط بالماضي، ولكن بالقضايا الحاليّة التي تواجه مجتمعات السكّان الأصليّين في كندا، بما في ذلك الرعاية الصحّيّة والحصول على الخدمات الاجتماعيّة.
وقال رئيس مجلس الأساقفة الكنديّين إنّ رؤية بعض ثمار لجنة المصالحة مع السكّان الأصليّين، التي تحدّد المشاريع التي سيدعمها الصندوق، يمكن أن تساعد الكاثوليك على أن يعوا أكثر كيف تدعم مساهماتُهم عمل الشيوخ وغيرهم من الشعوب الأصليّة، لِمجتمعاتهم.
أخيرًا، مذكّرًا بتأكيد البابا فرنسيس المستمرّ أهمّيّةَ الذاكرة في تشكيل شعبٍ وثقافة، أقرّ الأسقف ماكغراتان بـ "التأثير السلبيّ" لنظام المدارس الداخليّة. ومع ذلك، أضاف: "نأمل أن تبدأ الخطوات التي نتّخذها الآن بطريقة ما في تصحيح ذلك، والسماح للمصالحة أن تكون حقيقة مُعاشة حقًّا هنا، في كندا، مع مجتمعاتنا الأصليّة".