لبنان
06 آذار 2019, 13:30

تدشين كابيلا لسيّدة النّعمة السّامية في الحدث

بارك راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس مطر كابيلا سيّدة النّعمة السّامية ومذبحها، مترئّسًا للمناسبة قدّاسًا احتفاليًّا على نيّة بلديّة الحدث وكهنة رعيّتها ولجنة وقفها ومجلسها الرّعويّ، وكلّ من قدّم وبنى وساهم في بناء الكابيلا.

 

القدّاس الّذي ترأّسه مطر وسط حضور رسميّ وشعبيّ، ألقى خلاله عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "السلام لكم من الله الآب بالرّوح القدس ومن ربّنا يسوع المسيح له المجد، في هذا الأحد المبارك نذكر في كنيستنا المارونيّة آية قانا الجليل، أولى الآيات الّتي صنعها يسوع في بدء حياته العمليّة، وفيه حول الماء خمرًا علامة لتحويلٍ أكبر هو تحويل الأرض كلّها إلى سماء جديدة، تحويل كلّ شخص منّا من طين وتراب إلى كيان روحيّ مقدّس، تحويل التّاريخ من الخطيئة إلى النّعمة، تحويل الأرض من يباس صحراويّ إلى جنّات خضراء، فيها الماء وفيها الغذاء والفرح لجميع النّاس.
ونعيّد لتحويل هذه الكنيسة من هيكلٍ ضربته الأيّام إلى هيكل جديد يتماشى مع تجديد الكنيسة الّتي نحن في صددها"، ذاكرًا عائلة مطر الّتي قدّمته.
وأضاف: "أيّها الأخوة الأحبّاء، فرحنا كبير اليوم، بخاصّة لأنّنا نبدأ زمن الصّيام المقدّس أيضًا. في بدء السّنة الطّقسيّة في الأحد الأوّل من تشرين الثّاني نعيّد لتجديد الكنيسة وتقديسها، تسمعون أنّ في الكنيسة خطيئة وهذا أمر نعرفه جميعًا، يسوع صلّى من أجل تلاميذه ليبقوا موحّدين، الخطيئة دخلت وقسمتهم بعد ذلك، الكنيسة هي مقدّسة برئيسها يسوع المسيح له المجد وهو الّذي قال: "يا بطرس أنت الصّخرة وعلى هذه الصّخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها". رأس الكنيسة يسوع المسيح والرّوح القدس الحال فيها يضمنان للكنيسة بقاء إلى الأبد، يقدّسان كلّ واحد من أفرادها لأنّنا نحن بشر ونحن تراب وعلى التّراب يعلّق غبار الزّمن ويدخل الشّيطان ويسوس، لكن النّاس مدعوّون جميعًا ونحن على رأسهم، إلى التّوبة ليسوع المسيح في كلّ سنة نتجدّد بالتّوبة والاعتراف وسماع الكلام المقدّس والعمل على تقديس نفوسنا لننال مع قيامة المسيح قيامة جديدة لحياتنا لنكون بين القدّيسين في هذه الكنيسة المقدّسة. الكنيسة فيها خطأة وفيها قدّيسون، فيها مار شربل والقدّيسة رفقا ونعمة الله وأبونا يعقوب الكبوشيّ، وفيها مار فرنسيس الأسيزيّ وفيها البابا فرنسيس الحاليّ والبابوات الّذين قدّسوا في الزّمن الأخير البابا يوحنّا بولس الثّاني محبّ لبنان والبابا بولس السّادس، كلّهم يشدّوننا إلى فوق. نحن نطلب شفاعة القدّيسين والقدّيسات في حياتنا ونتوب إلى الله حتّى تكون الكنيسة علامة خلاص للدّنيا بأسرها. وتعرفون كيف أنّنا بتعليمنا الإيمانيّ نتصوّر الكنيسة بحسب الكتب المقدّسة: أوّلاً، هي سفينة تمخر بحر هذا العالم إلى شاطئ البرّ إلى الأمان، هذه السّفينة نحن كلّنا فيها، يقودها الرّوح القدس، قوّتها، قبطانها المسيح، شفعاؤها القدّيسون العمّال فيها، الكهنة وجميع الّذين يعملون الخير فيها من كهنة وعلمانيّين، كلّنا عائلة واحدة تسعى إلى مرضاة الرّبّ وتطلب نعمته حتّى يصل كلّ منّا إلى خواتيمه السّعيدة.
ثانيًا، الكنيسة كرمة تعطي ثمارها في حينه، هذه الكرمة قال عنها يسوع: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان، كل غصن يبقى فيّ يؤتي بثمر كثير ومن لا يبقى فيّ ينزع وييبس".
نطلب من الله أن نكون كلّنا أغصانًا نضرة في كنيسة يسوع في كرمته، ولا ننقطع عنه أبدًا في صلاتنا وتواضعنا ومحبّتنا لنعطي ثمارًا للعالم".