تحيّة من البطريرك ساكو إلى العراقيّين الّذين أثبتوا أنّ الميلاد ليس فقط للمسيحيّين
"مع إطلالة 2018 جمعت العراقيّين مناسبة متميّزة هي عيد رأس السّنة الميلاديّة، وما رأيناه من احتفالات وأشجار ميلاد وبابا نويل في معظم شوارع وساحات المدن العراقيّة، وخروج الملايين إليها يشكِّل انتفاضة حضاريّة رائعة قلَّ نظيرها. أسوق هذه المقدّمة بعد جولتي في حيّ المنصور ببغداد ليلة رأس السّنة وتأثُّري جدًّا بما شاهدتُه. لذا أودّ أن أوجّه تحيّة من أعماق القلب لكلّ الأشخاص الطّيّبين الّذين أظهروا العراق بحُلَّةٍ جديدة وأثبتوا أنّ ميلاد السّيّد المسيح ليس للمسيحيّين وحدهم!
وما لمسناه نحن المسيحيّين في هذه الأعياد المجيدة من التّعاطف معنا، بعد كلّ الّذي أوجَعَنا، جاء معزِّياً ومشجِّعاً وشاحناً للآمال ورافضاً للّتيّارات المتطرّفة الّتي تُكَفِّر المسيحيّ والصّابئ واليزيديّ، مستهدفة إفراغ البلد منهم.
لذلك نرى أنّ وحدة العراقيّين مُلِحّة، وينبغي أن نسعى ليها بقلوب منفتحة ومُحِبّة لمواجهة كلّ التّحدّيات، خصوصًا أنّ النّاس مستعدّون للتّعاون مع الحكومة الحاليّة بعد انتصارها العظيم على تنظيم داعش الإرهابيّ.
على ضوء ما تقدّم تتلّخص أمنيات العراقيّين للعام 2018 بما يلي:
1. أن يعمّ السّلام والاستقرار بلدنا وعموم المنطقة، لاسيّما أنّ الأوّل من شهر كانون الثّاني هو يوم السّلام العالميّ.
2. وحدة البلاد.
3. إقامة نظام معتدل مدنيّ يحترم القيم الإنسانيّة والدّينيّة العامّة.
4. ضمان المساواة والمواطنة الكاملة لكلّ عراقيّ وتمثيل الجميع في العمليّة السّياسيّة، فالعراق للجميع.
5. تجريم الخطاب الدّينيّ التّحريضيّ وتنقية المناهج الدّراسيّة من كلّ ما يزرع الفتنة ويحثّ على العنف ويفتّت النّسيج الوطنيّ المتعدّد الجميل. وهنا نثمّن أصوات المرجعيّات المعتدلة والرّافضة لكذا فكر إقصائيّ.
6. القضاء الجدّيّ على الفساد الّذي طال أدقّ تفاصيل الحياة".