لبنان
12 شباط 2021, 14:30

تحيّة من الأب الياس كرم إلى أيادي الله الملائكيّة ذوي "الرّداء الأبيض"

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه الأب الياس كرم تحيّة إلى الطّواقم الطّبّيّة والجسم التّمريضيّ في المستشفيات الّذين يخدمون مرضى كورونا، فكتب:

"الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ". تحضرني هذه الآية من سفر المزامير في كلّ مرّة تطالعنا أعمال الرّحمة الّتي تقوم به الطّواقم الطّبّيّة في المستشفيات من خدمة جلل للمصابين بجائحة الكورونا.  

هؤلاء الّذين يعملون ليل نهار في سبيل علاج المرضى معرِّضين أنفسهم للمخاطر، ومنهم مَن استشهد في سبيل الواجب التّمريضيّ جرّاء اصابتهم بهذا الوباء. قيل الكثير عن دورهم في تقديم العلاج إلّا أنّ الأهمّ من حبّة الدّواء أو جرعة الأوكسجين، تلك اللّمسة الإنسانيّة الّتي يسكبونها على المرضى في ظلّ غياب أهلهم وذويهم. فرغم العدد الضّئيل من هذا الجسم التّمريضيّ، وعدم إمكانيّة تلبية المرضى بشكل دائم وفوريّ، إلّا أنّهم ما زالوا يقومون بمهام مستحيلة ناتجة عن نِعم الله الّتي انسكبت عليهم من فوق. إنّهم أيادي الله الملائكيّة الّتي يقول عنها الكتاب: الصّانع ملائكته أرواحًا وخدّامه لهيب نار. هكذا يعمل الله في هذا العالم، رحمة الله غنيّة وأقوى من كلّ شرّ. شهادات مرضى وممرّضين ترجمتها الدّموع المنهمرة من عيونهم في هذا المشفى أو ذاك، هؤلاء الّذين وقعت نظرات المرضى عليهم قبل أن يفارقوا الحياة واستودعوهم تحيّات الفراق لينقلوها إلى الأهل والأحباب، يستحقّون منّا الصّلاة والدّعاء. فالرّبّ بارٌ في رسالة أصحاب هذه المهنة، ورحيم في كلّ عمل يقومون به. فألف تحيّة ودعاء إلى كلّ طبيب إنسانيّ لم يترك البلد طمعًا في ثروات طائلة، وإلى الجسم التّمريضيّ المجاهد وإلى كلّ إنسان يعمل في المستشفيات، بمن فيهم الهيئات الإداريّة والتّقنيّين والّذين يقومون بأعمال التّنظيف، كلّهم معرّضون للإصابة بهذه الجائحة المؤلمة، وعلى الدّولة من خلال وزارة الصّحّة أن تكافئهم مادّيًّا ومعنويًّا في ظلّ الضّائقة الاقتصاديّة الّتي نتخبّط بها. من هنا نرفع الدّعاء مجدّدًا أن يعضد الطّواقم الطّبّيّة وكافّة العاملين في فلكهم لكي يبقى هذا الرّداء الأبيض رسول سلام وآمان، ورسول الإيمان والرّجاء والمحبّة."