الفاتيكان
22 شباط 2019, 10:29

تاغل في لقاء حماية القاصرين: ضرورة التزامنا ككنيسة بمواصلة السّير مع جرحى الاعتداءات بانين الثّقة

تحت عنوان "رائحة الخراف، التّعرّف على آلامها وشفاء جراحها هما محور مهمّة الرّاعي"، ألقى رئيس أساقفة مانيلا ورئيس كاريتاس الدّوليّة الكاردينال لويس أنطونيو تاغل، أولى مداخلات اللّقاء حول حماية القاصرين في الكنيسة، عقب كلمة البابا فرنسيس الافتتاحيّة.

 

واعتبر تاغل أنّ "الاعتداءات الّتي قام بها كهنة هي جرح أصاب لا الضّحايا فقط، بل أيضًا عائلاتهم والإكليروس، والكنيسة والمجتمع بكامله إلى جانب المعتدين أنفسهم والأساقفة"، وإنّ "غياب الرّدّ على آلام الضّحايا وتغطية الفضائح وصولاً إلى حماية المعتدين، تصرّفات أحدثت صدعًا وسبّبت جرحًا عميقًا في علاقتنا بمن نحن مدعوّون إلى خدمتهم" متسائلاً بالتّالي عن كيفيّة مداواة الجراح، معربًا عن "الثّقة في ضرورة أن تقودنا نظرة الإيمان والنّظرة الكنسيّة".

وتابع تاغل، بحسب "فاتيكان نيوز"، متأمّلاً بحدث "ترائي يسوع القائم للتّلاميذ الخائفين وكيف أراهم يديه وجنبه ففرح التّلاميذ لمشاهدتهم الرّبّ" (راجع يو 19، 20)، وقال: "إنّ التّلاميذ وفقط من خلال القرب من جراح يسوع أصبح ممكنًا أن يُرسلوا في رسالة مصالحة ومغفرة". وعن ترائيه مجدّدًا للتّلاميذ "ومعهم توما الّذي لم يكن معهم في المرّة الأولى، حين قال يسوع لتوما "هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكن غير مؤمن بل كن مؤمنًا" (يو 19، 27)"، شدّد الكاردينال تاغل هنا على أنّ هذا اللّقاء "يعلِّمنا أنّ المدعوّين إلى إعلان جوهر إيماننا المسيحيّ، أيّ موت المسيح وقيامته، يمكنهم أن يفعلوا هذا بصدق فقط حين يكونوا في تلامس متواصل مع جراح البشريّة".

وأكمل مشيرًا إلى أنّه في ظلّ هذه الاعتداءات الحاصلة، "يحتاج النّاس إلى أن نقترب من جراحهم، وأن نعترف بأخطائنا إن كنّا نريد تقديم شهادة حقيقيّة تتمتّع بمصداقيّة لإيماننا بالقيامة. ويعني هذا أنّ كلّ واحد منّا عليه أن يتحمّل بشكل شخصيّ مسؤوليّة مداواة هذا الجرح في جسد المسيح، وعمل كلّ ما باستطاعتنا كي يكون الأطفال في أمان في جماعاتنا"، داعيًا إلى "تجنّب أيّ تردّد في الاقتراب من جراح الأشخاص خوفًا من أن نجرح نحن أنفسنا. إنّ جراح الرّبّ ذكّرت التّلاميذ بالخيانة، خيانتهم وهجرهم للمسيح حين أرادوا بدافع الخوف إنقاذ حياتهم، كما وتُذكِّرهم هذه الجراح وتُذكِّرنا نحن أيضًا بأنّ الجراح يسبّبها أيضًا العمى النّاتج عن الطّموح والاستخدام غير الصّحيح للسّلطة، تُذكِّرنا بآلام بريئة وبضعفنا وإثمنا. علينا إن أردنا أن نكون صانعي شفاء، رفض أيّة توجّهات تنتمي إلى الفكر الدّنيويّ ترفض رؤيّة ولمس جراح الآخرين الّتي هي جراح المسيح في الأشخاص الجرحى"، مسطّرًا كذلك على "حاجة جرحى الاعتداءات إلى أن نكون راسخين في الإيمان"، ومساعدتهم بعد تحقيق العدالة الشّفاء من تبعات الاعتداءات.

كما لفت إلى أنّ العدالة وحدها لا تكفي لشفاء القلب الجريح، وإلى أنّه لا يجوز أبدًا تجاهل الأمور أو تبرير الاعتداءات. وشدّد على أهمّيّة مغفرة الضّحايا لمن فعل بهم شرًّا، وعلى "ضرورة التزامنا ككنيسة بمواصلة السّير مع جرحى الاعتداءات بانين الثّقة، ومانحين محبّة غير مشروطة، طالبين المغفرة واعين أنّ هذه المغفرة ليست حقًّا لنا بل يمكننا الحصول عليها فقط كهبة ونعمة في مسيرة الشّفاء".