أوروبا
26 نيسان 2024, 05:30

تاج شوك يسوع المسيح مكرّمًا في فرنسا

تيلي لوميار/ نورسات
في كلّ يوم جمعة من أسابيع الصّوم الكبير ولغاية يوم الجمعة العظيمة، قبل أن يعود إلى مكانه في كاتدرائيّة نوتر دام دو باري في العاصمة الفرنسيّة، يُعرض تاج الشوك المقدَّس أمام المؤمنين ليكرّموه شاهدًا على آلام المسيح وموته حبًّا بالبشر، قبل قيامته وصعوده إلى المساء، تتميمًا للفداء.

 

ويقدّم المونسنيور ريبادو دوما Ribadeau Dumas، المسؤول عن كاتدرائيّة نوتردام، بعض الشروحات للإذاعة الفرنسيّة الفرنكوفونيّة مع الإشارة إلى أنّ تاج الشوك عُرض هذه السنة 2024، في كنيسة القدّيس جرمان لوكسيروا في باريس.

وكان من الممكن أن يلتهمه الحريق الذي شبّ في الخامس عشر من نيسان (أبريل) 2019 في الكاتدرائيّة، لكنّه نجا بفضل تدخّل رجال الإطفاء.

ويوضح المونسنيور دوما أنّ "تاج الشوك عبارة عن حلقة من الفضبان المضفّرة موضوعة في بيت ذخائر زجاجيّ"، ويقول التقليد إنّ الملك القدّيس لويس هو الذي أحضره من الأرض المقدَّسة.

ويُعرض التاج في كلّ يوم جمعة من الصوم الكبير أمام المؤمنين عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، المقابِلة لموت يسوع المسيح على الصليب، كعلامةٍ واضحة على الآلام المقدَّسة.

وإذا لم يَعُدْ التاج يحمل أشواكًا في الوقت الحاضر "فلأنّها وُزِّعت، على مرّ القرون، في أماكن مختلفة. هذه الأشواك هي علامة ما اختبره المسيح بعد مشاركة العشاء الأخير مع تلاميذه في اللحظة التي كان فيها على وشك الموت على الصليب"، كما أضاف المونسنيور قائلًا: "هذا التاج هو، بالتالي، علامة آلامِ المسيح وحبِّه الذي عاشه إلى الغاية. فما نكرّم هنا، هو المسيح في آلامه. نصلّي ونشكر، وفي الوقت عينه، نضع ذواتنا بين يديّ هذا الحبّ اللامتناهي الذي يحمله المسيح لكلّ واحدٍ وواحدة منّا".

فرسان القبر المقدّس في القدس هم المسؤولون عن حراسة تاج الشوك الثمين، وتقع على عاتق كهنة الكاتدرائيّة مهمّة تقديمه إلى المؤمنين، لأنّ هذا التكريم هو جزء من التقوى الشعبيّة. عن هذا الأمر يقول المونسنيور دوما الذي خدم الكاتدرائيّة لمدّة خمسة عشر عامًا: "هو فعل إيمان ما يتمّ عيشه هنا". "يأتي الناس أحيانا بصورة، صورة لطفل، صورة أحد الوالدين. أبعد من الكلمات، هو القلب الذي يتحدّث للدلالة حقّا على الثقة والمحبّة التي لدينا في المسيح وله". ثمّ يضيف أنّ التاج هو أيضًا جسرٌ بارز مع الأرثوذكسيّة بما أنّ مؤمنين أرثوذكس كثيرين يأتون لتكريمه.

وما بين الإيمان والتقوى، يجذب تاج الشوك، في كلّ سنة، مزيدًا من المؤمنين، فالصلاة مع الذخائر، نهجٌ يعود، كما يشرح المونسنيور " يخبرنا إكليل الشوك شيئا عن سرّ التجسّد وفي الوقت عينه، عن سرّ الفداء"...."هو يخبرنا شيئا عن حياة المسيح ذاتِها وبالتالي، عن جوهر إيماننا".

خاتمًا: "من العالِم الأكبر، إلى الشخص الأكبر بساطة، نحن متساوون أمام إكليل الشوك." ، مؤكّدًا أنّ "تاج الشوك هو، في مكانٍ ما، المسيح الناظر، برحمةٍ لامتناهية، إلى من يأتون إليه".