لبنان
21 تموز 2020, 14:00

بين النّبيّ إيليّا والقدّيسة مارينا ومار شربل، ماذا يقول الأب مونّس؟

تيلي لوميار/ نورسات
مع تزامن أعياد النّبيّ إيليّا والقدّيس شربل والقدّيسة مارينا، تأمّل الأب يوسف مونّس في سيرة ومسيرة القدّيسين الثّلاثة، فكتب:

"إيليّا وشربل ومارينا الثّلاثة ترافقت أعيادهم في أسبوع واحد والثّلاثة تجلّت فيهم قدرة الله ونعمته ومجده.

إيليّا على جبل الكرمل يصلّي، وشربل على جبل عنّايا يتنسّك يصلّي، مارينا تحت أقدام الجبال في الوادي المقدّس تصلّي وتتحمّل الاتّهام الظّالم بصمت وتسليم الذّات للإرادة الإلهيّة.

إيليّا صوت صارخ بالحقّ ضدّ الظّلم.

شربل صمت صارخ مدوّي بالتّخشّع والصّلاة.

مارينا صمت هادىء أمام الظّلم وساكت تجاه الاتّهام وقساوة العيش تحت درج الدّير تربّي ابنًا ليس ابنها.

إيليّا إنسان تأكله غيرة على الرّبّ.

شربل إنسان ساهر اللّيل سكران بالله يشعل قلبه الحبّ الإلهيّ.

مارينا عذراء تقدّم ذاتها مكرّمة للحبّ الإلهيّ أيضًا.

إيليّا عاش مدّة على أرض لبنان في الجنوب .

شربل عاش في جبال لبنان.

مارينا عاشت في وادي لبنان المقدّس قاديشا.

إيليّا يهتف صارخًا استجبني يا ربّ استجبني يا ربّ استجبني يا ربّ.

وشربل يحمل القران والدّمّ المقدّسين وهو يقول: يا ربّ الحقّ الرّحمان

ومارينا تصلّي وتقول: لتكن مشيئتك.

إيليّا رفع بجسده إلى السّماء تاركًا مشحه لتلميذه أشعيا.

جسد شربل كشفوا عليه فإذا هو يرشّح دمًا وماء وهو ما زال سليمًا بعد مرور أكثر من مئة سنة على وفاته وعليه وعندما كشفوا عن جسد الرّاهب مارينوس انجلت الحقيقة، وعرفوا أنّها امرأة وهي لم تفعل خطيئة هي مارينا وليس مارينوس.

 

إيليّا النّبيّ

إيليّا هو المدافع عن الإيمان بالله الواحد الأحد، وفي قلبه غيرة متوقّدة جعلته لا يهاب الملوك.

حبس غيث السّماء ثلاث سنوات ومضى إلى أرملة في مرفق صيدا حيث عاش معها ومع وحيدها يقتاتون جميعًا من جرّة دقيق لم تفرغ وقارورة زيت لم تنقص. جابه الملك آحاب وزوجته إيزابيل حيث دافع عن نابوت اليزرعيبي وكرّمه: صارخًا حيث لعقت الكلاب دم نابوت ستلعق الكلاب دمك يا آحاب ودمك يا إيزابيل طلب من الله أن ينزل تاره على محرقة الحطب وهكذا كان، وأخذه مركبة ناريّة تاركًا مشحه إلى أليشاع تلميذه.

 

مار شربل  

شربل ولد في بقاعكفرا في 8 أيّار 1828 ترك بيته الوالديّ بعمر الثّالثة والعشرين قاصدًا التّرهّب في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، في دير الابتداء في ميفوق اتّخذ له اسم شربل، وانتقل إلى دير كفيفان حيث درس اللّاهوت على يد القدّيس نعمة الله الحردينيّ.

أقام في دير عنّايا مدّة 16 سنة وصعد إلى محبسة الدّير حيث أقام لمدّة 23 سنة. سنة 1898 ليلة عيد الميلاد أصابه عارض فالج وهو يرفع الكأس والقربان، أسلم روحه ليلة عيد الميلاد عام 1898. وظهر النّور على قبره طوال 45 ليلة، فتح القبر فوجد جثمانه سالمًا من الفساد عائمًا في دم ممزوج بعرق سنة 1965 في ختام المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثّاني أعلن طوباويًّا وسنة 1977 أعلنت قداسته.

 

القدّيسة مارينا

مارينا الابنة الوحيدة لوالديها. توفّيت أمّها وقرّر والدها أن يذهب إلى الدّير ليترهّب فقرّرت أن تذهب معه إلى الدّير الّذي يسكنه الرّجال من الرّهبان، فلبست ثياب الصّبيان وقصّت شعرها وقبلت في الدّير مع والدها، وتوفّي والدها في الدّير، أرسلها الأب الرّئيس في رسالة إلى قرية قريبة من الدّير هناك أغرمت بها ابنة زعيم المنطقة وراودتها عن نفسها فهربت منها عائدة إلى الدّير. لكن ابنة زعيم المنطقة حبلت من شابّ في الجوار فأنجبت منه صبيًّا متّهمة أنّ مارينا أو الأخ مارينوس هو أب الصّبيّ. فحمله الزّعيم وأتى به إلى الدّير ورماه أمام مارينا قائلاً: "خذ ربّي ابنك" عندها طرد الرّهبان الأخ مارينوس أو مارينا من الدّير لكن مارينا اتّخذت لها ملجأ تحت درج خارج الدّير حيث كان الرّهبان يشفقون عليها وعلى ابنها فيحملوا لها طعامًا من الدّير.

وماتت مارينا هنا وأتى الرّهبان ليغسلوا الجثمان فاكتشفوا أنّها امرأة وليس رجلاً فندموا على ما فعلوه بها ودفنوها بالإكرام والمحبّة وأعادوا الولد إلى أمّه ابنة زعيم المنطقة.

 

يا إيليّا  

يا إيليّا

يا نبيّ الغيرة الإلهيّة

أدعوك استجبني

أسرع إليّ

عبدة البعل محيطة بي

يا واقفًا وحدك

تصارع الكذبة الدّينيّين

لا تتركني وتصعد

بالعربة النّاريّة

أترك لي وشاحك

خلّي روحك عليّ

بارك خوابي الزّيت

في العلّيّة

يا نبيّ الله

يا نبيّ الغيمة الإلهيّة

 

شربل يا طبيب السّماء  

شربل يا طبيب السّماء

شافي المرض المستعصي

عجز عنه الأطبّاء

شفاعتك شربل

هي العلاج، هي الدّواء

شربل

يا راهبًا من عندنا

وابن أرزنا وأرضنا

أطلب لنا من ربّنا

للجسم والنّفس الشّفاء

أنت ساكن الصّومعة

تصلّي صبحًا مساء

دفّق علينا نعم الولاء

يا ابن لبنان البهاء والعطاء

شربل يا طبيب السّماء

شفاعة هؤلاء القدّيسين الثّلاثة تكون معنا ومع لبنان وتبعد عنه هذه الضّيقة والشّدّة والوباء والجوع والفقر والمذلّة.

عيد مبارك على جميع من يحملون هذه الأسماء المباركة."