لبنان
07 تشرين الثاني 2022, 13:30

بين اللّعب والمسؤوليّة الأدبيّة بقلم البروفيسور الأب يوسف مونّس

تيلي لوميار/ نورسات
إلى الإقلاع عن الكذب وتحمّل المسؤوليّة دعا البروفيسور الأب يوسف مونّس في مقال جديد أضاء فيه على اللّعبة السّياسيّة من وحي الوضع المحلّيّ الرّاهن، فكتب:

الإنسان كائن لعوب  

بين الكيان والزّمن يمضي الإنسان عمره في التّسلية والهزل والولدنة واللّعب. فالإنسان كائن لعوب l'homme est un être ludique وتبان هذه الصّفات السّياسيّة الّتي سمّاها مؤخّرًا غبطة السّيّد البطريرك خيانات من حفلة انتخابيّة هزيلة. إنّها حفلة تسلية انتخابيّة رئاسيّة هزليّة فاشلة والنّاس جائعة ولا دواء عندها ولا ماء ولا كهرباء ولا خبز ولا كساء، فيما الواقع السّياسيّ سرقة ونهب بلا حياء أو خجل ولا مسؤوليّة أدبيّة أخلاقيّة ضميريّة تخاف الله، والشّعب خامل خاضع ذليل عابد لزعمائه يندب حظّه ويلعن الحالة الجهنّميّة الّتي وصل إليها ولا يثور وينتفض ليغيّر الأوضاع المذلّة الّتي يعيش فيها هو وعائلته.

 

الصّوتان الوحيدان الباقيان: البطريرك والمطران

والصّوتان الوحيدان الباقيان مدوّيان في هذه البرّيّة والصّحراء السّياسيّة الوحشيّة هما صوت السّيّد البطريرك بشارة الرّاعي وسيادة المطران الياس عوده.

 

هيجل Hegel والثّرثرة السّياسيّة

الفيلسوف الألمانيّ الكبير هيجل في كتابه التّأسيسيّ لأفكاره الفلسفيّة Sein und Zeit كيان وزمن يقول إنّ الرّوح وحده سيبقى جدليّة التّاريخ والباقي ثرثرة سياسيّة تذهب مع الرّيح ولا يبقى لها أيّ أثر.  

 

أهمّيّة الفكر الأنتروبولوجيّ التّيولوجيّ للزّمن  

من هنا تنبع أهمّيّة ومسؤوليّة الفكر الأنتروبولوجيّ التّيولوجيّ لمفهوم الزّمن والتّاريخ والأحداث اّلتي تقدر أن تعبر النّسيان والاندثار والزّوال والاضمحلال لأنّ التّاريخ هو "ثيوسنتريك" Theocentrique وليس "تنبوسنتريك" Tempocentrique لأنّ الله هو الألف والياء، الألفا والأومغا والبداية والنّهاية، وهو الّذي يكتب أسماءنا في سفر الحياة.

 

لا نريد آدم بيننا

من هنا علينا أن نلتزم بمصيرنا وتاريخنا ونحمل مسؤوليّتنا ولا نلقيها على الآخر، فالفاعل ليس ضميرًا مستترًا تقديره هو كما تعلّمنا في كتب الصّرف والنّحو. ويجب أن نقلع عن الكذب في تحمّل مسؤوليّتنا فنستعمل صيغة الجمع أو نقول كنّا، رحنا، عملنا... بل نستعمل "الأنا" لنعلن ونتحمّل مسؤوليّتنا ولا نلقي دومًا اللّوم على الآخر كما فعل آدم عندما ألقى المسؤوليّة على امرأته وهرب من دوره وحمل مسؤوليّته."