لبنان
17 كانون الثاني 2023, 14:50

بين الكائن والزّمن Entre Ontos et Chronos

تيلي لوميار/ نورسات
إختار البروفيسور الأب يوسف مونّس أن يتناول الكائن والزّمن في مقاله الجديد، فكتب:

"الجدليّة القائمة بين الكائن ووجوده في الزّمن جدليّة تطرح علينا إشكاليّة الزّمن وعلاقته بالكائن، هي جدليّة وجوديّة، فلولا الزّمن لما عرف الإنسان إيجاد فواصل ومحطّات في حياته وفي سيلان العمر وعبور الأيّام بحلوها ومرّها والموت والحياة والأعياد فيها.

لأنّه كما يقول الفيلسوف اليونانيّ Heraclite "كلّ شيء يعبر ولن نستحمّ أكثر من مرّة واحدة في المياه الجارية ذاتها".

ولكي لا تزول الأحداث مع مرور الزّمن بدون التّاريخ والأحداث والذّكريات، الكائن المطلق الوحيد وفوق الزّمن والتّغيير هو الله.

الإنسان وحده لكونه عنده وجدان يتخطّى الزّمن بالتّاريخ والذّكريات باستمراريّة كيانيّة وتواصل الزّمن والفصول والموت والحياة، يجدّد كلّ شيء بطقوس للعيد والاحتفال والمشهديّة بطقوس الأناشيد والصّلوات والرّتب والشّعائر والطّقوس.

تلاقي الوجدنات يخلق حوارًا وجوديًّا شخصانيًّا فيحضر الآخر في زمن حياتيّ ويمتلئ الزّمن بحرارة الحبّ والتّلاقي وخلق المعاني الحياتيّة والوجوديّة فيقهر المرض والموت والغياب ويتداوى القلب بالحبّ واللّقاء، فيشفى الإنسان من الهلع أمام الزّوال والخوف من الفناء من معطوبيّته الوجوديّة وسرعة مرور الوقت والأيّام.

حضور إلهيّ يشفي من الزّوال والفضاء والعلاقة الحارّة مع الحبيب المطلق الأزليّ هي الشّفاء بالصّلاة والدّعاء لقهر الزّمن والزّوال.

أعطني اللّهمّ أيّها الأزليّ الدّائم المطلق أن ألامس بعضًا من حضورك فأشفى من خوفي من الموت والزّوال، وأعرف أنّ حياتي الفانية هي موعد دائم مع بقائك وحبّك."