بيتسابالا من كنيسة عماد الرّبّ يسوع في موقع المعموديّة: طال انتظارنا لهذا اليوم!
وقال بيتاسابالا بكلمته نقلًا عن إعلام البطريركيّة: "بكلّ فخر وسعادة نستقبلكم اليوم عند بوّابة هذه الكنيسة، ونقول للجميع: "أهلًا وسهلًا بكم".
لقد طال انتظارنا لهذا اليوم. خمسة عشر عامًا ونحن ننتظر هذا الحدث الرّائع والمميّز الّذي نشهده اليوم، إذ نحتفل باليوبيل الفضّيّ لهذا الحجّ، الّذي يمثّل مرور 25 عامًا على انطلاق الحجّ المسيحيّ إلى موقع المعموديّة (المغطس).
نشيد بدور جلالة الملك عبد الله الثّاني، حفظه الله ورعاه، في الحفاظ على الأماكن المقدّسة في القدس، وكونه الأب الرّاعي للأردنّ، ولاسيّما جهوده في تطوير موقع المغطس، الّذي بات مهيّأً لاستقبال آلاف الحجّاج المسيحيّين من شتّى الكنائس ومن جميع أرجاء العالم.
كما نثمّن جهود صاحب السّموّ الملكيّ، ممثّلًا عن جلالة الملك، الأمير غازي بن محمّد، رئيس مجلس أمناء موقع المغطس، ونشكره على حضوره معنا هذا الصّباح، ودعمه لبناء الكنيسة اللّاتينيّة العريقة في هذا الموقع المقدّس.
كما نعبّر عن ترحيبنا بقداسة البابا فرنسيس، الّذي أرسل نيافة الكاردينال بييترو بارولين كمبعوث بابويّ ممثّلًا له لتدشين هذه الكنيسة، والّتي ستغدو من أبرز المعالم الدّينيّة في المنطقة. نشكركم يا صاحب النّيافة على وجودكم نيابةً عن قداسة البابا فرنسيس، ونأمل أن تنقلوا تحيّاتنا وشكرنا لقداسته، الّذي صلّى معنا في هذه الكنيسة عندما كانت لا تزال قيد الإنشاء.
أهلًا وسهلًا بكم، أنتم الّذين جئتم من شتّى أنحاء الأردنّ. نشكر لكم حضوركم اليوم لتؤكّدوا أنّ الكنيسة تبنى بالحجارة، ولكنّها تبنى أيضًا بالحجارة الحيّة، وهم المؤمنون، وأبناء الآباء والأجداد الّذين عاشوا هنا منذ العصور القديمة.
نعبّر عن شكرنا وامتناننا لكلّ من بذل جهوده اليوميّة أو قدّم دعمه الماليّ بلا كلل أو ملل طوال ربع قرن. كما نشكر العناية الإلهيّة الّتي أرسلت إلينا أشخاصًا كرماء يعبّرون عن محبّتهم ليس فقط للكنيسة في الأردنّ، بل للوطن بأسره، قيادةً وشعبًا.
كما نتوجّه بشكر خاصّ إلى سعادة السّيّد نديم المعشر، فارس القبر المقدّس، وعائلته الكريمة. نشكرهم، وندعو لهم بالتّعزية والسّلوان من السّماء، بعد فقدهم لولدهم أيمن، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه. وإنّنا نثمّن تبرّعهم السّخيّ الّذي ساهم في تغطية معظم تكاليف بناء الكنيسة.
نقدّم خالص شكرنا أيضًا لجميع المحسنين الّذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز، سواءً كانوا أفرادًا، أو مؤسّسات، أو جمعيّات خيريّةً، أو حكومات. واليوم، وفي حضور وزير الدّولة المجريّ، نعرب عن شكرنا لدولة المجر على تبرّعها بجزء من تكاليف البناء.
أيّها الأعزّاء، هذه الكنيسة هي في المقام الأوّل في خدمة جميع أفراد المجتمع، وخاصّةً المؤمنين الّذين يعيشون في الأرض المقدّسة. أبوابها مفتوحة أيضًا لجميع الحجّاج الكرام الّذين ندعوهم لزيارة الأردنّ، وكذلك لأولئك الّذين سبقوا أن زاروا ويتمنّون العودة. إنّها هديّة من الكنيسة المحلّيّة إلى كلّ الأصدقاء الأعزّاء في كلّ مكان، الّذين يأتون لينالوا بركة مياه نهر الأردنّ ويؤدّوا الحجّ إلى هذه الكنيسة.
يتزامن هذا الحدث مع سنة اليوبيل في الكنيسة الكاثوليكيّة. لقد بدأنا كأبرشيّة هذا اليوبيل في عيد العائلة المقدّسة العام الماضي في بازيليك البشارة في النّاصرة. نشكر جميع الحجّاج الّذين سيؤدّون الحجّ إلى هذا المكان، ونشكر وزارة السّياحة وهيئة السّياحة الأردنّيّة.
كما نتقدّم بشكرنا إلى رهبانيّة الكلمة المتجسّد، الّتي ستقدّم لنا خدمةً روحيّةً في هذا المكان عبر كهنتها وراهباتها. وندعوا إلى إقامة الرّياضات الرّوحيّة هنا في هذا المكان المقدّس، وقضاء الوقت في "صحراء يوحنّا المعمدان".
وأخيرًا، في هذا الصّباح المبارك، نصلّي من أجل الأردنّ، ومن أجل جلالة الملك، ومن أجل جميع المؤمنين ليظلّ الأردنّ جزءًا لا يتجزّأ من الأرض المقدّسة، وأن ينعم بالأمان والاستقرار تحت قيادة جلالة الملك عبد اللّه الثّاني، حفظه اللّه ورعاه، وسموّ وليّ عهده الأمير الحسين بن عبد اللّه.
كما نصلّي اليوم، كما صلّى البابا يوحنّا بولس الثّاني في هذا الموقع المقدّس عام 2000، عندما قال: "سأرفع صلواتي من أجل جميع أبناء شعب الأردنّ، مسيحيّين ومسلمين، وخاصّةً من أجل المرضى والمسنّين".
لنصلّي من أجل جميع الّذين يعانون، وخاصّةً الّذين لم يتمكّنوا من الصّلاة معنا هنا ويتابعوننا عبر وسائل الإعلام. كما نصلّي من أجل جميع الّذين يعانون في بلدانهم جرّاء إنعدام الأمن والاستقرار والسّلام، خاصّةً في فلسطين ولبنان وسوريا، وفي كافّة مناطق العالم الّتي تحتاج إلى السّلام.
من أخفض نقطة على وجه الأرض، نرفع صلواتنا من أجلكم جميعًا إلى أعالي السّماوات. مبارك!".