بيتسابالا في رسالة الفصح: لا تخافوا فمحبّة الله أقوى من أيّ علامة من علامات الظّلمة والموت!
"نعيش، كما يعلم الجميع، في زمنٍ صعبٍ جدًّا، ليس فقط هنا في الأرض المقدّسة، بل أظنّ أنّ هذا الحال يمتدّ إلى كثيرٍ من أنحاء العالم. ولذلك، يبدو من الصّعب الآن أن نتكلّم عن الحياة، وعن الرّجاء، وهما رسالة عيد الفصح، رسالة الرّبّ القائم من بين الأموات. لكنّ إيماننا يقول لنا إنّ هذا هو ما يجب أن نتطلّع إليه ونبني حياتنا عليه.
رجاؤنا هو الرّبّ القائم من بين الأموات، وقيامة يسوع هي علامة على محبّة الله القويّة. محبّة الله الّتي تجسّدت في حياتنا المليئة بالخطايا، والمفعمة بالكراهيّة، والمغطّاة بالظّلمة. ولكن، وبرغم كلّ شيء، فقد تمكّن الله، من خلال محبّته، أن يُحوِّل كلَّ هذا إلى نورٍ، وفرحٍ، وعلاقةٍ، ورغبةٍ في الحياة. وهذا ما أريد أن أُذكّر به نفسي أوّلًا، ثمّ أُذكّر به الجميع. أنّنا ننتمي إلى هذا الإله، الّذي قدّمه لنا يسوع المسيح من خلال حياته، ومحبّة الله كانت أيضًا أقوى من الموت. هذه هي رسالة الفصح.
ونحن ننتمي إلى يسوع، نحن ننتمي إلى هذه المحبّة. ولذلك، فإنّ هذه المحبّة يجب أن تتغلّب أيضًا على كلّ مخاوفنا، وعلى كلّ الكراهيّة والإحباط الّذي يسكن قلوبنا أحيانًا. وهذا ما أراه أيضًا في كثيرٍ من النّاس، في كثيرٍ من الأشخاص والجماعات في أرجاء أبرشيّتنا، من كلّ أنحاء الأبرشيّة، بما في ذلك غزّة، حيث يملك النّاس كلّ الحقّ في أن يكونوا غاضبين وممتلئين بالكراهيّة. ولكنّ هذا ليس هو الواقع!
لذا، فإنّ رسالتي هذه موجّهة، أوّلًا وقبل كلّ شيء، إلى كنيستنا في القدس، ليس فقط أنّ لنا الحقّ في الاحتفال بعيد الفصح، بل إنّ علينا واجبًا في ذلك. نحن بحاجة إلى أن نحتفل، لأنّنا بحاجة إلى أن نُعلِن، من خلال حياتنا، ومن خلال تصرّفاتنا، أنّنا ننتمي إلى محبّة الله القويّة في يسوع.
ثمّ أقول لكلّ من يريد أن يسمعنا؛ بالرّغم من كلّ شيء، نريد أن نُواصل الشّهادة بحياتنا، بما نفعله، وبما نحن عليه، عن جمال الحياة مع الرّبّ القائم من بين الأموات، مع يسوع، هنا في الأرض المقدّسة. عيد فصح مجيد، لا تخافوا، فمحبّة الله أقوى من أيّ علامة من علامات الظّلمة والموت!
عيد فصح مجيد."