أوروبا
16 شباط 2022, 13:25

بيتسابالا: المسامحة خيار للقلب مع رؤية مشتركة

تيلي لوميار/ نورسات
عُقد يوم السّبت، في ميلانو، مؤتمر حول المصالحة نظّمته الأبرشيّة بالشّراكة مع مهرجان رسالة الأرض المقدّسة وكاريتاس أمبروسيانا، شارك فيه بطريرك القدس للّاتين بييرباتيستا بيتسابالا، إلى جانب رئيس أساقفة ميلانو أدولفو سيريتي (أستاذ علم الجريمة في جامعة ميلانو- بيكوكا)، والأسقف كريستيان كارلاسار (أسقف رومبيك، السّودان)، جيما كابرا (أرملة مفوّض الشّرطة لويجي كالابريسي) ودافيدي بيرنوتشي (خدمات الإغاثة الكاثوليكيّة)، إضافة إلى عدد متواضع من المشاركين حضوريًّا ومشاركة آخرين عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا.

وعن أجواء المؤتمر، نشر موقع بطريركيّة القدس للّاتين التّفاصيل التّالية: "بعد كلمة الأسقف دلبيني الافتتاحيّة الّتي ذكّر فيها برسالة المسيحيّين- أن يكونوا "أنبياء" يعلنون كلمة الله- تمكّن كلّ من المشاركين من الشّهادة عن تجربتهم الخاصّة في الغفران والمصالحة. من السّودان إلى العراق، مرورًا بالأراضي المقدّسة وكولومبيا وإيطاليا. أدّت التّدخّلات المختلفة، الّتي كانت مؤثّرة أحيانًا، لكنّها كانت دائمًا مليئة بالأمل، إلى رسم صورة مؤثّرة لماهيّة المصالحة بالنّسبة للمسيحيّ.

"فقط من خلال الإيمان يمكن للمرء أن يغفر بحرّيّة، دون توقّع أيّ شيء في المقابل"، قال المونسنيور كارلاسار، الّذي أصيب بالرّصاص في السّودان بعد أشهر قليلة من تعيينه أسقفًا لرومبيك. "ونحن نمنح هذه المغفرة ليس فقط لأنّ الآخر يستحقّها، بل ولكن تمنحنا أيضًا حرّيّة داخليّة تسمح لنا بالمضيّ قدمًا".

قال البطريرك بيتسابالا في خطابه: "إنّنا في الأرض المقدّسة في حالة نزاع مرهق يجعل من الصّعب فهم الآخر، لأنّ الجميع لا يرى سوى آلامه. لكن هناك الكثير من النّاس الّذين لا يخشون الحوار، حتّى لو قلّ الحديث عن المسامحة، في سياق عامّ ومفتوح، لأنّها تتطلّب وقتًا أطول، لكنّها تبقى ضروريّة: لا يمكن فرضها أو المطالبة بها، حتّى من قبل الأديان، لكنّها دائمًا هديّة تُعرض وتُقبل. هي خيار للقلب مع رؤية مشتركة. في هذا المجال، تلعب الأديان دورًا اساسيًّا.

وأعقبت كلماته شهادة السّيّدة كابرا، الّتي قُتل زوجها على يد منظّمة إيطاليّة يسارية متطرّفة، والّتي تحدّثت عن مشاعرها تجاه القتلة والصّلاة الّتي تتمنّى أن تكرّسها لهم. "الغفران لا يمكن أن يُعطى بالعقل أو بالكلام، بل بالحبّ فقط".

ثمّ أتت مداخلات السّيّد سيريتي والسّيّد بيرنوتشي، اللّذين ركّزا على الموقف في كولومبيا والعراق-، وهما دولتان عرفتا ولا تزالا تعرفان الكثير من النّزاعات والتّوتّرات، لكنّهما تتّجهان تدريجيًّا نحو السّلام والمصالحة. وإختتم المؤتمر بجلسة أسئلة وأجوبة تمكّن خلالها الجمهور من مخاطبة المشاركين مباشرة."