الأراضي المقدّسة
28 كانون الأول 2020, 10:00

هكذا أحيت بيت لحم عيد الميلاد 2020

نورسات/ الأردنّ
رغم وجود شجرة عيد الميلاد العملاقة المزينة بالأنوار في ساحة كنيسة القيامة في بيت لحم، إلا أنه لا شيء في احتفالات هذا العام يشبه ما كان يحدث سابقا. في 2019 حضر عشرات الآلاف من الزوار الاحتفال في ساحة الكنيسة في قلب المدينة في الضفة الغربية المحتلة. وشكل ذلك رقما قياسيا بالنسبة لعدد السائحين القادمين للاحتفال بهذه المناسبة. وحتى اللحظة التي ضرب فيها الوباء البلاد كانت الآمال عالية في أن يكون عام 2020 أفضل من سابقه.

 

تقول ماريانا العرجا، مديرة فندق الملاك "كانت نسبة الإشغال 90 في المئة وكان الجميع يستثمرون في هذا القطاع".

وتضيف "بدأ رجال الأعمال في بناء الفنادق وبنيت أنا 22 غرفة فندقية فاخرة جديدة هنا لكن كل شيء انتهى وأصبح الأمر محزنا".

شهد فندق الملاك أول تفش لوباء فيروس كورونا في الضفة الغربية المحتلة في مارس / آذار الماضي بعدما اتضح إصابة سائح يوناني مقيم بالفندق بالفيروس.

وأصيبت ماريانا والكثير من العاملين بالفندق واضطروا جميعا لعزل أنفسهم 14 يوما. وبعد شهرين كانت جميع الحجوزات ملغية بالفعل، وهو ما دفعها إلى إغلاق الفندق وتسريح العاملين.

وترى ماريانا أن هذه الأزمة أسوأ من جميع الأزمات السابقة التي تعرض لها القطاع في البلاد بسبب النزاع المسلح بين الفلسطينيين والإسرائليين لكنها تعتقد أن الأزمة ستمر وسيتعافى القطاع.

وتقول ماريانا "هذا هو الموقع الذي شهد ميلاد المسيح . أنا متأكدة أن الزوار سيستمرون في القدوم إليه وزيارته. لكن الأمر بحاجة إلى بعض الوقت، ونحن في انتظار بداية جديدة على مستوى العالم بأسره".

وليست الفنادق وحدها هي التي تعاني خلال الأزمة، بل المطاعم ومتاجر التحف والهدايا التي أجبرت على الإغلاق أيضا. وارتفعت معدلات البطالة بين أبناء المدينة وتراجع اقتصادها بعدما اعتمدت لقرون على توافد الحجاج المسيحيين كل عام.

لكن في ورشة "غصن الزيتون" وجدت إقبالا كبيرا ومفاجئا قبيل احتفالات الميلاد. فمالك الورشة التي تصنع هدايا الميلاد جاك جياكمان يغلف الطلبات التي أنجزها وهي عبارة عن مجسمات لكنيسة القيامة وتماثيل وأشكال مرتبطة بالاحتفالات.

يقول جياكمان "لقد كانت هذه السنة فظيعة. ففي بدايتها لم يكن هناك الكثير من الطلبات. وحتى خلال الصيف أغلبنا لم يجد المال الكافي لشراء الخبز".

ويضيف "في اللحظات الأخيرة من العام والشكر لله تذكر الجميع قبيل الميلاد بيت لحم وسعوا لشراء شيء منها، واليوم أقوم بإعداد الطلبات وشحنها إلى نيوزيلاندا وكندا وانجلترا".

ويصر عمدة بيت لحم على أن احتفالات الميلاد لم تلغ لكنها ستكون مختلفة هذا العام.

فلم يسمح لأحد غير أعضاء فريق الكشافة المحلي بالمشاركة في المسيرة المعتادة سنويا لاستقبال بطريرك الكنيسة اللاتينية عند وصوله من القدس.

الاحتفال الذي جري عشية يوم الميلاد يعد أكثر الأحداث أهمية في المدينة كل عام. لكن هذا العام كانت كنيسة المهد مغلقة أمام الزوار .

وتشهد مدن الضفة الغربية المحتلة إغلاقا عاما مشددا بسبب تفشي الإصابات بوباء كورونا. وبالتالي منعت السلطات الانتقال بين المدن مع بقاء السكان في منازلهم بين السابعة مساء والسادسة صباحا وكذلك خلال يومي الجمعة والسبت حيث اعتاد أبناء الأسر الفلسطينية لم الشمل كل أسبوع.

ومع اقتراب عيد الميلاد، يحث الكهنة في كنيسة المهد المسيحيين على عدم الفزع. ويقول الكاهن اللاتيني عيسى تاليجه" إنه ميلاد حزين لكننا نعلم أنه عند مولد المسيح قالت الملائكة لا تخف".

ويضيف" نحن نعلم أن المسيح أرسل لهدايتنا. هكذا نكون سعداء بأن نحرص على السلام الداخلي والسعادة الذاتية".

وفي ساحة المهد، تعرض غلوريا ناصر علي الكعك المحلي المصنوع بالتمر والجنزبيل والقرفة فقد عاشت كل حياتها هنا وكانت في هذا الوقت كل عام تقف مع العشرات من قريباتها وصديقاتها في شرفات منزلها لمتابعة مسيرة الميلاد والاحتفالات السنوية في الكنيسة والساحة، لكن هذا العام لم تسمح السلطات.

ورغم كل ذلك تعتقد غلوريا أن المسيحيين في بيت لحم يشعرون أن الواجب يحتم عليهم تذكير العالم برسالة المسيح.

وتقول غلوريا" عندما نقول بيت لحم، تفكر عقولنا في المسيح والمكان الذي ولد فيه ونحن نعرف أن الكثير من الأسر حول العالم تعاني من هذا الوباء لذلك يجب علينا التحلي بالأمل وأن نصلي لينتهي الوباء".