لبنان
18 تشرين الأول 2023, 07:10

بيان صادر عن مجلس كنائس الشّرق الأوسط حول حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشّعب الفلسطينيّ في غزّة

تيلي لوميار/ نورسات
أصدر مجلس كنائس الشّرق الأوسط بيانًا حول حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشّعب الفلسطينيّ في غزة، جاء فيه:

""طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (مت 5: 9).

لم يعد خافيًا على القاصي والدّاني أنّ ما يتعرّض له الشّعب الفلسطينيّ في غزّة ليس ردةّ فعل عسكريّة على فعل عسكريّ وإنّما إبادة جماعيّة وتطهير عرقيّ يطال محتجزي أكبر سجن في التّاريخ البشريّ وعن سابق تصوّر وتصميم.

إنّ ما يجري على أرض غزّة من ممارسات الأرض المحروقة، وحرق من عليها، قد خرج عن كلّ منطق وشريعة إلهيّة وبشريّة، إذ أنّه حتّى الحروب لها ضوابط تحدّدها المعاهدات والمواثيق الدّوليّة.

إن التّعرّض للمدنيّين العزل، ومنهم المرضى وذوي الحاجات الخاصّة، كما للأطفال والنّساء والعجزة، وتدمير البنى التّحتيّة والمنظومة الطّبّيّة وقتل الطّواقم الطّبّيّة والصّحافيّين، وقطع المياه والمؤن والدّواء عن مجتمع يتكوّن من مليونين ونصف المليون من النّاس، لا يمكن وصفه إلّا على أنّه جريمة ضدّ الإنسانيّة.

مجلس كنائس الشّرق الأوسط، الذي يضم إلى عضويّته كلّ كنائس المنطقة، والذي تنتشر مؤسّساته التّنمويّة على كامل أرض فلسطين وخريطة التّشرّد الفلسطينيّ، يطالب المجتمع الدّوليّ، بما فيه المؤسّسات الدّوليّة المعنيّة بحقوق الإنسان والطّفولة وحماية المدنيّين، كما يطالب كلّ شرفاء العالم، أخذ الموقف المناسب والقيام بالخطوات المناسبة فورًا، وأوّلها وقف العدوان على غزّة ورفع الحصار وفتح المعابر.  إنّنا نرفع الصّلوات من أجل راحة أرواح من قضوا ومن أجل شفاء الجرحى والمرضى وأن يعمّ السّلام العالم.

لا يمكن أن تمرّ هذه الجريمة دون محاسبة، بل يجب أن يكون الموقف الدّوليّ ومفاعيله ملزمين للذين امتهنوا كرامة الإنسان ولم يأبهوا لا لحياته ولا لسلامته، وإذا لم تتحرّك الإنسانيّة برمّتها فورًا، وبالشّكل المناسب، فإنّ هذه الجريمة سوف تبقى وصمة عار على جبين الإنسانيّة إلى أبد الدّهور."