بو عبّود: الأيقونة رسالة سماويّة تحمل في طيّاتها كلمة الإنجيل ورسالة الكنيسة

إستهلّ الاحتفال بالنّشيد الوطنيّ، ثمّ كلمة عريفة الاحتفال الكاتبة لميا الدّويهي، التي قالت: "أيقونات سمت فوق اللّوحات، تُناجي الخالق وتُحاكي الرّوح، وتكتل الإنجيل بكافة فصوله وإنّما، بالألوان".
بعدها، ألقى الأب شربل بو عبّود كلمةً، فقال: "إنّه لشرف لي ولأسرة معهدنا الفنّيّ الأنطونيّ، أن نفتتح معكم اليوم، معرض الأيقونات البيزنطيّة، بالتّعاون مع جمعيّة "شموع الأمل" في هذا الصّرح التّاريخيّ والإرث الوطنيّ والثّقافيّ العريق، في لؤلؤة لبنان، جنّة عدن إهدن. وإنّها لمناسبة جميلة تحمل في طيّاتها أسمى مشاعر المحبّة والمودّة، لكلّ فرد منكم، ولكلّ من ساهم في نجاح هذا المعرض.

وليس بغريب عن هذا المبنى، الذي احتضن رجال الوطن ورجال الفكر والإبداع، أن يحتضن اليوم هذه الأيقونات، التي زيّنت جدرانه بالألوان، التي تحمل صور السّيّد المسيح والعذراء والقدّيسين، نعم إنّ الأيقونة رسالةً سماويّةً تحمل في طيّاتها كلمة الإنجيل ورسالة الكنيسة.

ولقد حمل معهدنا هذه الرّسالة، منذ أكثر من عشرة أعوام، وكان همُّنا نشر هذا الفنّ المُقدّس في الطّليعة، واستقطاب الطلّاب والمشاركين في دورات كتابة الأيقونات المُقدّسة للتّعرُّف إليها عن كثب، والتّعمُّق فيها أكثر فأكثر، وما نزال حتّى اليوم، نواصل هذه المُهمّة بكلّ تفان واندفاع.

وإنّ رسالة معهدنا الفنّيّ الأنطونيّ، ستبقى ثابتة وراسخة، تنبع من قناعة وإيمان يقتضيان بنشر البشرى السّارّة، أينما حللنا، وهذا العمل الجبّار، ينمو بفضل النّعمة ويزهر في وطن الرّسالة لبنان، فلا نيأس مهما طال الانتظار، لأنّنا أبناء الرّجاء والقيامة، ولا نخاف أحدًا، لأنّنا أبناء الحرّيّة الحقّة والمحبّة، ولا نتزعزع لأنّنا بنينا على صخرة الإيمان بيسوع المسيح.

وإنّنا نُرحّب بكلّ مبادرة من أجل تعزيز النّشاطات المختلفة حول الأيقونات المُقدّسة، في منطقة الشّمال، ولم لا؟ يومًا ما باقي الأقسام المتوافرة في معهدنا. 

وأشكُر كلّ من ساهم في انجاح المعرض، وعلى رأسهم رئيس البلديّة وأعضاء المجلس البلديّ، ودمتم رسل السّلام والمحبّة."

ثمّ ألقت رئيسة جمعيّة "شموع الأمل" هند مرعب عبدالله كلمةً، فقالت: "إنّ الأيقونة هي علاقة شخصيّة مع المسيح، إذ تضع النّصوص الكنسيّة والإنجيليّة على شكل صور تراها العين. إنّ فنّ الأيقونة هو نتيجة لإيمان عميق وتقوى مُقدّسة راسخة في الأذهان، منذ الخلق، فهي تكشف جمال الملكوت السّماويّ ونور الأُلوهيّة المجيد، وتأخذنا إلى العالم العلويّ ومجد القداسة والنّور الأبدي، إذ هي صلاة بحدّ ذاتها، وإطلالة على الدّهر الآتي، واستنشاق لرائحة المجد، في انتظار المجيء الثّاني للرّبّ يسوع.
إنّ الأيقونة هي فنّ ليتورجيّ، من خلالها يتذوّق المؤمن روح الصّلاة، فلا تنحصر مشاعره في الأحاسيس الجسديّة والماديّة، بل ترتفع فوق هذا العالم إلى الحياة العتيدة، مُحوّلًا ما هو جسديّ إلى روحيّ.

إنّ عالم الأيقونات، هو حالة الذّهول الصّوفي، وهو نافذة نحو الملكوت، وإن كانت الكتابة والعظات هي أيقونات لفظيّة، فإنّ الأيقونات، إنجيل مفتوح وعظات مرسومة بلغة الألوان، يقرأُها الجميع من دون تمييز، أيّ هي إنجيل بكلّ لغات العالم، وهي إثبات رسالة يسوع مع تلاميذه، والرّفع من قدر أمّه مريم العذراء.

شكرًا للأب شربل بو عبّود مدير المعهد الفنّيّ الأنطونيّ، شكرًا لرعاية وحضور رئيس بلديّة إهدن - زغرتا الأستاذ أنطونيو فرنجيّة، ولجميع الفاعليّات والحضور."

وقبل قصّ شريط الافتتاح والتّجوّل في أرجاء المعرض، تمّ تقديم شهادات للّذين شاركوا في هذه الدّورة.