لبنان
07 آب 2025, 07:50

بو رعد في التّجلّي: مدعوّون لنعيش اختبار اللّقاء الحقيقيّ بيسوع

تيلي لوميار/ نورسات
في دير الرّبّ في مرجعيون، احتفل الرّئيس العامّ للرّهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة الأباتي جوزف بو رعد بالقدّاس الإلهيّ، بمشاركة الأب المدبّر ابراهيم بو راجل، والقيّم العامّ الأب أنطونيوس عوكر، والأبوين مارون بورحّال، ودانيال فارس، وكهنة رعايا جديدة مرجعيون والقليعة وكوكبا، والخوري فادي سلامة، بحضور رئيس بلديّة جديدة مرجعيون سري غلمية، ورئيس بلدية القليعة حنّا ضاهر ومؤمنين من القرى والبلدات المجاورة.

بداية رحّب رئيس الدّير الأب غسّان نصر بالأباتي بو رعد وبجميع الحاضرين، واضعًا اللّقاء تحت راية تجلّي الرّبّ يسوع الّذي يرافق الرّهبانيّة الأنطونيّة منذ 325 سنة، طالبًا صلوات المشاركين على نيّة الرّهبانيّة "لكي تبقى علامة رجاء في مجتمع".

وبعد الإنجيل، تأمّل الأب العامّ بمعاني العيد وقال بحسب إعلام الرّهبانيّة: "لقد أظهر يسوع ذاته من خلال تجلّيه، نازعًا عنه الحجاب، وتألّقَ بلباسٍ ناصع البياض، كملائكة النّور. فبتجسّده، اختفى الله في الإنسان، في قلب يسوع الإنسان. غير أنّ يسوع هو أكثر من قدّيس؛ هو القدّوس، لأنّ كلامه كان بسلطانٍ إلهيّ. وفي لحظة التّجلّي، كشف يسوع لتلاميذه حقيقته، مزيلًا الحجاب، فأدركوا أنّه آتٍ من عالمٍ آخرَ، وقد التقى بأشخاصٍ ليسوا من هذا العالم: إيليّا النّبيّ الحيّ، وموسى.

إنّ تبنّي الله لنا هو نعمةٌ عظيمة، ولكنّها أيضًا مسؤوليّة، لأنّنا صرنا أبناءً له. ومن هنا، تدعونا الكنيسة ألّا ننسى أبدًا: أبناء مَن نحن.

وقد سُمع الصّوت من السّماء يقول: "هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا"؛ فمَن أراد أن يعرف مشيئة الله، عليه أن يُصغي إلى يسوع. وبعد انتهاء لحظة التّجلّي، عاد الرّسل إلى واقعهم وطبيعتهم، تمامًا كما يحدث معنا غالبًا بعد مشاركتنا في القدّاس، حيث نختبر لحظاتٍ من الفرح والسّلام.

من المهمّ أن نتذكّر جميعًا أنّنا أبناء الله، وأنّ خطايانا مغفورة، وأن نرفع قلوبنا إلى الرّبّ قائلين: "نُحبّ أن نكون حيث أنت". ففي هذا المكان الّذي يوحي بالسّلام والفرح، بالرّغم من المآسي الّتي نعيشها والقلق الّذي يثقلنا، نحن مدعوّون، اللّيلة، في عيد التّجلّي، لنعيش اختبار اللّقاء الحقيقيّ بيسوع، وفرحة التّجلّي، ونحن واثقون بأنّ قوّتنا تكمن في الله، حين نكون معه ونتّكل عليه، لا على ذواتنا.

ومن هنا، نحن مدعوّون أن نشهد للعالم بأنّنا أبناء المسيح، وأنّ روح الله ساكنٌ فينا، وأن نحيا القيم الّتي تعلّمناها منه: المحبّة، والغفران، والرّجاء، وخصوصًا في أيّام الشّدّة والمِحن.

أدامنا الله وإيّاكم في نعمته."

في ختام عظته، دعا الأب العامّ الحضور للمشاركة في احتفال الرّهبانيّة بيوبيلها الـ325، في 15 آب 2025، في ديرها الأمّ مار شعيا.