لبنان
24 حزيران 2019, 11:12

بو جوده في عيد مار يوحنا: يوحنا المعمدان معلّماً للقيم والاخلاق الصالحة، ومحارباً للفساد

تراس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده قداسا احتفاليا في كنيسة مار يوحنا المعمدان في حارة الجديدة في بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، لمناسبة عيد مولد القديس يوحنا المعمدان، عاونه فيه خادم الرعية النائب الأسقفي الخاص الخوري يوحنا مارون حنا، الكهنة: جورج إسحاق، عبود جبرائيل، روبير عيسى، وبرنار ابراهيم، وحضره حشد من ابناء البلدة والبلدات المجاورة.


بعد الانجيل المقدس، القى بو جوده عظة قال فيها: "الظروف التي عاش فيها يوحنا المعمدان كانت ظروفا يسود فيها الفساد الاخلاقي. وأفضل مثال على ذلك هو هيرودوس، وكل الذين جاؤوا اليه ليعتمدوا، والذين وصفهم القديس لوقا في انجيله حيث سأله الجموع ماذا نعمل فقال: من عنده قميصان فليقسمهما بينه وبين من لا قميص له. ومن كان عنده طعام فليعمل كذلك. وأتى اليه ايضا بعض العشارين ليعتمدوا فقالوا له: يا معلم ماذا نعمل فقال لهم: لا تجبوا اكثر مما فرض لكم. وسأله ايضا بعض الجنود، ونحن ماذا نعمل؟ فقال لهم: لا تتحاملوا على احد ولا تظلموا احدا واقنعوا برواتبكم".

اضاف: "بإمكاننا اعتبار يوحنا المعمدان معلما للقيم والاخلاق الصالحة، ومحاربا للفساد، وهذا ما نستنتجه من الكلام الذي سمعناه وبصورة خاصة الفساد الاخلاقي في الحياة الجنسية من خلال انتقاده لهيرودس ولإمراة اخيه هيروديا التي تزوجها. وهو بالتالي يجب ان يكون بالنسبة لنا قدوة ومثالا في هذا العالم والمجتمع الذي نعيش فيه نحن اليوم. فالذي نراه حاصلا حولنا في مجتمعنا المعاثر من انحلال في الاخلاق ومن تشريع لممارسات تتنافى مع ابسط القيم الاخلاقية ليس فقط الدينية بل ايضا وبصورة خاصة الانسانية كتشريع الاجهاض والتساكن الحر دون زواج والسماح بزواج مثليي الجنس وإتاحة الفرصة لهم ليتبنوا الاولاد، لهو أكبر دليل على ذلك. فمجتمعنا البشري المعاصر مهدد بالانهيار بسبب هذه الممارسات الاخلاقية التي يعتبرها الكثيرون تعبيرا عن الحرية، لكنها في الواقع تحول الانسان الى مجرد كائن جسدي حيواني، لا قيمة له بل كأنه مجرد نسيج من الاعضاء".

وتابع: "الكنيسة اليوم، وبصورة خاصة الحبر الأعظم، تتعرض لانتقادات عنيفة بسبب تمسكها بالدفاع عن الانسان وعن قيمه الاخلاقية والأدبية ويعتبرها الكثيرون وكأنها من جيل آخر ورجعية، بينما هي تحاول قدر المستطاع الدفاع عن الانسان بصفته مخلوقا على صورة الله ومثاله، ولأن له قيمة مطلقة لا يحق لأحد التعدي عليها، كي لا يحوله العلماء الى مادة للاختبار، يجرون عليها الاختبارات ثم يرمونها في سلة المهملات. كما انها تدافع عن قدسية الجسد وقدسية الزواج كسر يتقدس فيه الزوجان، ولا يحق لأحد ان يحوله الى مجرد مساكنة جنسية ظرفية ووقتية بين شخصين".

وختم: "هذا ما قام به يوحنا المعمدان، وهذا ما نحن مدعوون للعمل من اجله والدفاع عنه كمؤمنين ملتزمين القيم الانسانية والاخلاقية والدينية. فعلينا ان نكون جميعا صوتا صارخا في برية هذا العالم كي نوصل صوت الله وصوت الكنيسة الى ابناء جيلنا. وعلينا ان نبدأ بذلك في بيوتنا وعائلاتنا، فنربي أبناءنا على هذا الاساس، ولا نكتفي بأن نؤمن لهم ضروريات الحياة المادية بل ايضا وبخاصة التربية على القيم والاخلاق، فيتقيدوا بما علمه يوحنا المعمدان ولا يكتفوا بالقول أنهم ابناء ابراهيم او ابناء الكنيسة، بل يعيشوا بفعالية هذه البنوة ويكونوا بمثل حياتهم شهودا لها على مثال يوحنا المعمدان".