بو جوده في عيد مار سركيس وباخوس: دم الشّهداء هو زرع لمسيحيّين جدد
وبحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، بعد الإنجيل المقدّس، ألقى بو جوده عظّة قال فيها: "إنّ القديسين سركيس وباخوس يعتبران مثالاً لنا جميعًا في الالتزام المسيحيّ وفي الشّهادة الّتي أدّياها للرّبّ في حياتهما. فهما عاشا وصيّة المسيح للرّسل قبل أنّ يغادرهم حين قال لهم: سوف تكونون لي شهودًا في اليهوديّة والسّامرة، وحتّى أقاصي الأرض، فصارت حياتهما بكليتها شهادة له، فتحملا المضايقات والاضطهادات بجرأة وشجاعة، ولم يستسلما لتّهديدات السّلطات وإنذاراتها لأنّهما تمسّكا بالحقيقة الّتي هي يسوع المسيح، الطّريق والحقّ والحياة، وفضّلا الموت على إنكاره.
إنّ تاريخ الكنيسة، منذ أنّ وجدت ولغاية اليوم هو تاريخ شهادة واستشهاد. إنّها إقتداء بحياة السّيّد المسيح الشّهيد الأوّل الّذي قال لنا ليس التّلميذ أفضل من معلمه، فإن اضطهدوني فسوف يضطهدونكم. والمعروف أنّ المسيحيّين، منذ العصور الأولى، وهم الذين أرادهم المسيح أنّ يكونوا له شهودًا حتّى أقاصي الأرض، قد تحوّلوا غالبًا إلى شهداء، وفضّلوا القبول بسفك دمهم في سبيل المسيح، على أن ينكروه ويبتعدوا عنه. إنّ القرون المسيحيّة الأولى كانت، كما قال عنها المؤرّخ الفرنسيّ المعروف دانيال روبس، عصر الشّهداء والرّسل... لكن المسيحيّين، بالرّغم من كلّ ما عانوه من اضطهادات وملاحقات وعذابات بقوا صامدين في إيمانهم ثابتين فيه... وبدلاً من أن تنهار الكنيسة وتتزعزع بسبب الاضطهادات، كانت تقوى وتترسّخ، على العكس، إلى درجة قال عنها أحد آباء الكنيسة: إنّ دم الشّهداء هو زرع لمسيحيّين جدد."