لبنان
03 حزيران 2018, 12:30

بو جوده في اليوبيل الفضّيّ للأب التّوني: كان مثالاً للخدمة والعطاء

إحتفلت رّعية مار سمعان ـ ارده في قضاء زغرتا، باليوبيل الكهنوتيّ الفضّيّ للأب كليم التّوني من الرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة، مدير ثانويّة ومدرسة مار جرجس في دير عشاش، خلال قدّاس ترأّسه راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران جورج بو جوده، عاونه فيه الأب المحتفى به كليم التّوني، وخادم الرعيّة الخوري سايد مرون، الخوري يوسف ديب، بمشاركة رئيس دير مار يعقوب في كرم سدّه المونسنيور أنطوان مخائيل، والمونسنيور يوسف نضيرة، ولفيف من كهنة الأبرشيّة؛ بحضور شخصيّات سياسيّة واجتماعيّة وتربويّة، وحشد من أبناء البلدة والجوار؛ بحسب الوكالة الوطنيّة.


في بداية القدّاس، ألقى الخوري مرون كلمةً للمناسبة قال فيها: "حياة أبونا كليم، تتّسم بالعديد من النّجاحات، فهو لم يدخل ديرًا إلّا وترك وراءه ازدهارًا، لم يتسلّم مسؤوليّة إلّا وترك فيها بصمة نجاح وبركة خيرة، وخير دليل على ذلك ما حقّقه في دير ومدرسة مار جرجس عشاش، فهو تسلّم المدرسة في العام 2004 وفيها 235 تلميذًا وستة عشر معلّمًا، وها هي اليوم تضمّ 1460 تلميذًا و126 موظّفًا وأستاذًا، مع استحداث القسم الثّانويّ فيها.

ما زلت حتّى اليوم، تحمل صليب الأمانة للمسيح عبر صلاتك وخدمتك الصّعبة جدًّا، نحن نعلم أنّك تعمل كثيراً وتنام قليلاً لتؤدّي كلّ المهمّات الملقاة على أكتافك، وتحمل هموم النّاس وتسعى بسخاء لمساعدتهم، ومن ناحية أخرى عندك همّ تأمين المستلزمات الماديّة للمدرسة، وقد سمعتك مرارًا تقول اجا اخر الشّهر وبدّي أمّن معاشات الموظّفين، هذا لأنّك كنت رحومًا لا بل أبًا لكلّ عائلة تعاني من صعوبات ماديّة، وفتحت باب الدّير والمدرسة للجميع، لأنّ قلبك مفتوح لكلّ انسان، فتقدّم بذلك صورة صالحة عن المدرسة الكاثوليكيّة." 

وبعد الإنجيل المقدّس، تحدّث الأب التّوني شاكرًا "كلّ الذين عملوا وتعبوا من أجل تنظيم وإقامة هذا الاحتفال الدّيني الرّائع، وخصّ بالشّكر المطران جورج بو جوده على رعايته ومشاركته في الاحتفال، والخوري سايد مرون على تنظيمه وسهره على إقامة هذه الذّبيحة الإلهيّة، وأبناء الرّعيّة على تكريمهم له وحضورهم إلى جانبه، وكلّ أفراد الهيئة التّعليميّة والإداريّة والموظّفين في ثانويّة مار جرجس عشاش، وعلى رأسهم المديرة رين يمين."

وفي ختام القدّاس، تحدّث بو جوده، فقال: "أشكر الأب كليم التّوني باسم أبرشيّة طرابلس المارونيّة، على كل ما قام ويقوم به، فهو من أبناء الأبرشيّة، وابن الرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة، ويقوم بخدمة مميّزة في حياته الكهنوتيّة. ولكنّي أودّ أن أُشير إلى أنّنا نحن هنا في قلب لبنان وليس في الأطراف، لتبقى لدينا ثقة في أنفسنا لأنّنا كنّا هنا وسنبقى هنا، في قلب العالم العربيّ ولو كان البعض يعيش على الأطراف، انّما هم دائمًا يبقون في قلب لبنان الذي هو رسالة للشّرق والغرب وللعالم أجمع.

الأب كليم خدم في مجالات مختلفة. أتوقّف عند 3 محطّات بارزة، وهي: في الحقل التّنمويّ، ونعلم أنّه استلم أراضي الرّهبنة وعمل على تنميتها كي تخدم المجتمع الذي نحن فيه؛ ومن خلال خبرته عيّنه المطران الرّاحل يوحنا فواد الحاج للاهتمام بأملاك الأبرشيّة، فكان العامل الذي يعمل للتّنمية، والبابا الرّاحل بولس الثّاني يقول انّ التّنمية هي علامة العطاء والتّفاني. في الحقل التّربويّ، وكما ذكر في السّابق، طوّر المدرسة ونقلها من الابتدائيّ إلى الثّانويّ، وهي اليوم تعطي نتائج مهمّة، لأنّ كلّ همّه كان في خدمة ومساعدة أبناء هذه المنطقة على تنميتهم ثقافّيًّا وتربويًّا، كي ينخرطوا في المجتمع بعد نيلهم شهاداتهم العليا، وهي دعوة من دعوات الكنيسة والكاهن أن يكون المربّي في الحقل المادّيّ والرّوحيّ. أمّا في الحقل الرّعويّ، فما طلبت منه مرّة أيّ خدمة للأبرشيّة، الا وكان حاضرًا دائمًا، بهذه الرّوح التي تميّز الرّاهب في الطّاعة والخدمة المجانيّة. 

وأخيرًا، أشكر الأب كليم على عطاءاته وأشكره باسم الأبرشيّة على كلّ خدماته توقّفت عند 3 منها، لكن هناك الكثير من الخدمات التي أسهمت في بناء هذا المجتمع الذي هو في أمسّ الحاجة للتّنمية، مع كل الهفوات والنّواقص التي نراها اليوم، نطلب من الرّب يعطيك القوّة والصّحة كي تستمرّ في عطاءاتك اللّامحدودة، وتبقى دائمًا تتحلّى في هذه الرّوح الكهنوتيّة كي تبقى دائمًا في خدمة الكنيسة والمجتمع ولبنان."

بعدها، تسلّم الأب التّوني درعًا تذكاريّةً من المطران بو جوده، والخوري مرون تقديرًا لعطاءاته، من ثمّ تقبّل الأب التّوني التّهاني من الحضور في قاعة الكنيسة وأُقيم حفل كوكتيل للمناسبة.