بوضع يد المطران خيرالله، كفرعبيدا تثمر كاهنًا جديدًا!
"نرفع التّسبيح والمجد والإكرام إلى الله الآب والإبن والرّوح القدس على نعمة الكهنوت الّتي يهبها اليوم لرعيّة كفرعبيدا الحبيبة بابنها نسيب- شربل ميشال الفغالي.
أيّها العزيز الشّمّاس نسيب شربل، يدعوك اليوم الرّبّ يسوع المسيح، الكاهن الأوحد والأبديّ، بعد أن اختارك كما اختار تلاميذه، ليُشركك في كهنوته الخِدَميّ؛ وكان قد دعاك في الأساس في سرّ المعموديّة ليشركك في كهنوته العامّ.
يدعوك اليوم لتكون صيّادًا للبشر في ظروف معيشيّة واجتماعيّة وكنسيّة صعبة للغاية.
يدعوك لتكون إلى جانبه، وهو قبطان السّفينة، لتغامر معه في بحر هائج وتصطاد البشر إلى الخلاص. وأنت تجيبه بكلّ ثقة وإيمان مع القدّيس بطرس صخرة الكنيسة: "لقد تعبنا اللّيل كلّه ولم نصطد شيئًا. ولكن لأجل كلمتك ألقي الشّباك".
هذا هو الشّعار الّذي اتّخذته في رسامتك الشّدياقيّة، ثمّ الشّمّاسيّة واليوم لخدمتك الكهنوتيّة، لتخوض المغامرة مع يسوع حتّى النّهاية. وقد اخترت إسم "شربل" تيمُّنًا بالقدّيس شربل مخلوف لتسلك درب القداسة مع زوجتك وعائلتك في سرّ الزّواج المقدّس ومع أبناء رعاياك في سرّ الكهنوت.
ولا عجب في ذلك فأنت مهيّأ لهذه الخدمة منذ طفولتك وتربيتك في عائلة مسيحيّة ملتزمة في كفرعبيدا أعطت للكنيسة مطارنةً وكهنةً أجلّاء وعلماء، وللمجتمع والوطن رجال ثقافة وعلم وريادة في الخدمة الاجتماعيّة والمدنيّة.
وقد حاولت أن تجمع منذ صغرك بين العلم والالتزام المسيحيّ.
وتلقّيت دروسك بنجاح في ثانويّة القلبين الأقدسين البترون وثانوية البترون الرّسميّة، ودروسك الجامعيّة في جامعة الرّوح القدس بعد نيلك إجازة في الأدب العربيّ من الجامعة اللّبنانيّة.
وتابعت بمثابرة الدّروس الرّعائيّة واللّاهوتيّة في معهد الرّسل جونيه وفي جامعة القدّيس يوسف وفي جامعة الحكمة في بيروت.
أمّا في التزامك المسيحيّ، فقد أعطيت شهادة عن تهيئتك لقبول الدّرجات المقدّسة من خلال نشاطاتك الرّعويّة: مسؤولاً عن فرسان وطلائع العذراء في رعيّتك كفرعبيدا، ومنشّطًا ثمّ مسؤولاً عن جماعة إيمان ونور في البترون حيث تعرّفت عليك عن قرب ورافقتك في أدائك المعطاء والخدوم.
وبعد رسامتك الشّدياقيّة التزمت بالخدمة الرّعائيّة مع خادم رعيّتك المونسنيور بطرس خليل الّذي رافقك وكلّفك بنوع خاصّ بتحضير أولاد المناولة الأولى ومساعدته في مناولة المرض.
وكنت في الأبرشيّة إلى جانب الخوري شربل خشّان نائبًا لرئيس لجنة راعويّة الخدمات الصّحّيّة.
وبعد رسامتك الشّمّاسيّة التزمت بالخدمة الرّعائيّة في رعايا بجدرفل وكفيفان وتولا إلى جانب الخوري بطرس فرح الّذي كان يرافقك وأنت طالب ثانويّ في لقاءات مع رفاقك حول كلمة الله في الكتاب المقدّس.
وقد التزمت برسالة التّعليم في مدرسة سيّدة الجمهور للآباء اليسوعيّين ثمّ في مدرسة عين نجم لراهبات القلبين الأقدسين.
وإرتبطت بسرّ الزّواج المقدّس مع كوزيت سليمان سنة 2009 ورزقكما الله توأمين أنطوني ونور سنة 2015، وتعاهدتما على التّفاني في خدمة العائلة وخدمة الكنيسة.
وفي خلال مسيرتك الطّويلة هذه، كانت تصلني ملاحظات مشجّعة عنك، أذكر منها:
"نسيب ملتزم روحيًّا بالصّلاة وبالتّأمّل بكلمة الله ليعيش في ضوئها".
"في علاقاته مع النّاس، نسيب رصين من دون تكبّر، قريب من دون تحقير الموقع، مثقّف ولا يتسرّع بالإجابات، يعطي لكلّ مقام مقال، ويلتزم بكلّ جدّيّة في النّشاطات الرّعائيّة مع الفرسان والطّلائع والشّبيبة والأخويّات وفي تحضير أولاد المناولة الأولى".
"أظهر الشّمّاس نسيب شربل جدّيّة كبيرة تدلّ على عمقٍ روحيّ وعلى رغبة صادقة في الغوص أكثر في سرّ المسيح".
إنها مواهب مميّزة منحك الله إيّاها مجّانًا لكي تستثمرها مجّانًا في خدمة شعب الله، ولكي تغوص مع يسوع إلى العمق في مغامرة الصّيد للبشر.
وأنا متأكّد أنّك ستنجح في تأدية خدمتك لأنّك تضع كلّ ثقتك بالرّبّ يسوع الّذي يمنحك اليوم سرّ الكهنوت وموهبة الرّوح القدس بعد أن كان منحك كلَّ حبّه في سرّ الزّواج المقدّس.
وعليك ألّا تنسى أنّ كهنوتك ينبع من كهنوت المسيح ويكوّن فيك وثاقًا جوهريًّا مميّزًا يربطك بالمسيح من خلال الأسقف خليفة الرّسل ويجعل منك صورةً حقيقيّة له وممثّلاً له في رعاية شعبه.
وأنا، مع إخوتك الكهنة، ومع أبناء وبنات أبرشيّة البترون، أصلّي من أجلك كي تقوم بخدمتك ثابتًا على البرّ والتّقوى وكي تعمّق اتّحادك بالمسيح لكي تكون علامةً لحضوره في العالم وتكون حياتُك شهادةً له في خدمةٍ كهنوتيّة متواضعة ومضحّية ومتجرّدة.
وأقول لزوجتك كوزيت: أنت تشاركين زوجك الخوري شربل في خدمته الكهنوتيّة وتطلبين له من الله أن يسهر على رعاية عائلته الصّغيرة وعائلته الكبيرة.
أيّها العزيز شربل،
أستودعك محبّة الله ونعمته الّتي تحلّ عليك اليوم وهي ستقودك إلى تلبية دعوة الله إلى القداسة، في أبرشيّة القداسة والقدّيسين، فتقدّس نفسك وتقدّس عائلتك وشعب الله الّذي سيوكل إليك.
وأسلّمك إلى حماية وشفاعة العذراء مريم لتخدم بمحبّة وتجرّد شعب الله المحتاج إلى قرب وإلى رسالة رجاءٍ بالمسيح، وتعمل مع إخوتك الكهنة بروح الأخوّة في سبيل بنيان البيعة المقدّسة وثباتها وتمجيد الثّالوث الأقدس- آمين."