لبنان
29 تشرين الأول 2025, 06:00

بورجيا مطلقًا برنامج زيارة البابا إلى لبنان: وهي علامة أمل للمستقبل ودعوة لنتشارك في بناء السّلام

تيلي لوميار/ نورسات
أعلن السّفير البابويّ في لبنان المطران باولو بورجيا البرنامج الرّسميّ لزيارة البابا لاون الرّابع عشر إلى لبنان، في 30 تشرين الثّاني والأوّل والثّاني من كانون الأوّل، في مؤتمر صحافيّ عقده في المركز الكاثوليكيّ للإعلام بدعوة من رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، بحضور رئيس الهيئة التّنفيذيّة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المنسّق الكنسيّ للزّيارة المطران ميشال عون، مدير المركز الكاثوليكيّ المونسنيور عبده أبو كسم، رئيس بلديّة جل الدّيب جورج أبو جودة، وأعضاء اللّجنة الكنسيّة المنظّمة للزّيارة.

بداية رحّب المطران العنداري بالحضور وقال: "يطيب لنا ويشرّفنا أَن نرحبّ بكم سعادة السّفير البابويّ وسيادة الأخ الجليل والحضور الكريم في هذا المؤتمر الصّحافيّ بمناسبة الإعلان الرّسميّ عن برنامج زيارة قداسة البابا لاون الرّابع عشر إلى لبنان بين الثّلاثين من شهر تشرين الثّاني والثّاني من شهر كانون الأَوّل المُقبِل.
إنّها من نِعَم اللّه علينا أن يفتتح قداسة الحبر الأعظم زياراته الرّسوليّة إلى وطن الأرز ولبنان الرّسالة، متمّمًا رغبة قداسة البابا فرنسيس الرّاحل، ومن زار لبنان قبله، البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، والبابا بندكتوس السّادس عشر. نسأَلُ اللّه، بشفاعة سيّدة لبنان وقدّيسيه، أن تحقّق هذه الزّيارة أَهدافها تحت الشّعار الإنجيليّ المعتمد لها "طوبى لفاعلي السّلام".
ثمّ تحدّث المطران بورجيا عن الزّيارة فقال: "سلاماتي إلى الجميع، أنا مسرور بوجودي بينكم اليوم لمناسبة زيارة البابا إلى لبنان وهي الزّيارة الأولى له خارج الفاتيكان والّتي ستشمل تركيا ولبنان.

سُئلت عن الفرق بين السّفر إلى تركيا والسّفر إلى لبنان، السّفر إلى تركيا كان في فكر البابا فرنسيس لمناسبة مرور 1700 سنة على مجمع نيقيا ولذلك سيزور البابا تركيا، أمّا السّفر إلى لبنان فهذه المرّة مختلف وليست هناك مناسبة خاصّة، فالبابا يوحنّا بولس الثّاني والبابا بنديكتوس أتيا إلى لبنان لإعلان "الإرشاد الرّسوليّ"، لكن اختيار المجيء إلى لبنان هذه المرّة نابع من القلب، ولدى البابا لاون رغبة بزيارة لبنان لأنّه كما قال "لبنان تألّم كثيرًا"، فهو يحمل رسالة تدعو إلى السّلام، وشعار الزّيارة هي "طوبى لفاعلي السّلام" لأنّ العالم والشّرق الأوسط بحاجة إلى سلام.
أوّل كلمة للبابا بعد انتخابه كانت "السّلام عليكم والسّلام معكم"، فهذه الكلمة تشكّل نواة برنامج البابا، وفور انتخابه قرّر البابا زيارة لبنان وأنا شخصيًّا التقيته في أوائل حزيران وقلت له إنّ لبنان ينتظر زيارة البابا، وبعد أسبوعين أُبلغت بأنّ البابا سيزور لبنان، وكانت مفاجأة لي وأعتقد أنّ هذه الزّيارة هي من أجل لبنان والشّرق الأوسط وهي عبارة عن شعور محبّة البابا لهذه المناطق وهي علامة أمل للمستقبل ودعوة لنتشارك في بناء السّلام. ومنذ أسبوعين التقيت البابا في الفاتيكان وسألته ماذا أقول للّبنانيّين فأجابني: أنا انتظر هذه الزّيارة بفارغ الصّبر وأدعو الجميع للعمل من أجل السّلام ونحن في انتظار البابا بهذا الشّعور."

وعرض بورجيا لبرنامج الزّيارة فأشار إلى أنّها "ككلّ زيارة للبابا هناك أمور بروتوكوليّة وأمور كنسيّة. ولفت إلى "الزّيارة تبدأ باستقبال في المطار ثمّ زيارة للقصر الجمهوريّ ولقاء مع الرّؤساء الثّلاثة ولقاء مع الملتزمين بالسّياسة والحياة الوطنيّة في لبنان ثمّ لقاءات تتعلق بالكنيسة، منها لقاء في في حريصا ولقاء مع الشّبيبة وقدّاس احتفاليّ في بيروت."
ولفت إلى أنّ "الجديد في هذه الزّيارة البابويّة هي زيارة مار شربل في عنّايا لأنّه كما قلت للبابا، رمز لبنان لم يعد الأرز فقط بل أيضًا مار شربل لأنّه لا ينتمي فقط للكنيسة وللمسيحيّين إنّما هو مرجع للأديان الأخرى ويمثّل روحانيّة اللّبنانيّين بعيدًا من الدّين، لذلك سيزور مار شربل، كما سيزور البابا مستشفى دير الصّليب للقاء من هم بحاجة إلى رعاية ولتشجيع الاشخاص الّذين يعملون في خدمة الآخرين وليؤكّد التّضامن الخاصّ مع لبنان، ومن بعدها سيزور البابا مكان انفجار بيروت."
وختم بورجيا: "البرنامج حافل لكن البابا لا يزال شابًّا، ويشمل لقاءات مع كلّ الفئات اللّبنانيّة، وهناك شيء مهمّ هو لقاء بين الأديان في وسط بيروت مع كلّ رؤساء الكنائس والأديان الأخرى لتبادل الأفكار حول السّلام وإعطاء صورة عن العيش المشترك في لبنان، وهذا الهدف الّذي يجب أن نبنيه يومًا بعد يوم، وهذا ما تتميّز به هذه الأرض."

بعد ذلك شرح المطران عون معنى اللّوغو الرّسميّ المعتمد للزّيارة الّذي "يصوّر في الوسط قداسة البابا رافعًا يده لإعطاء البركة والسّلام ووراءه حمامة بيضاء رمز السّلام لأنّ زيارته تحمل شعار السّلام، وفي الجهة الثّانية الأرزة اللّبنانيّة علامة لبنان والتّجذّر، وأمام الأرزة صليب اليوبيل للكنيسة الكاثوليكيّة عام 2025 علامة الرّجاء والّذي نرتكز عليه في قلب العواصف والصّعوبات الّتي نمرّ بها، بالإضافة إلى شعار الزّيارة "طوبى لفاعلي السّلام"، لأنّ البابا آتٍ لإعلان السّلام"، ولفت إلى أنّ "الألوان الّتي اختيرت هي ألوان العلم اللّبنانيّ بالإضافة إلى اللّون الأزرق الّذي يوحي بالسّلام والطّمأنينة." وأشار إلى أنّ "اختيار البابا زيارته الأولى للبنان، يعني أنّه يشعر معنا ويعلم أنّ هذا الوطن الّذي تألّم كثيرًا بحاجة إلى أن يكون خليفة بطرس قداسة البابا إلى جانبه، لذلك أدعو كلّ اللّبنانيّين، مسلمين ومسيحيّين إلى استقبال البابا بحماس وفرح كبير من خلال المشاركة الكثيفة في القدّاس في بيروت وفي لقاء الشّبيبة في بكركي وعلى الطّرق الّتي سيجوبها خلال زيارته تعبيرًا له عن محبّتنا، وتسهيلًا لذلك أعلنت الحكومة الإقفال في الأوّل والثّاني من كانون الأوّل."

ولفت المطران عون إلى أنّه "من أجل تنظيم المشاركة في الاحتفالات، تمّ إطلاق google form لتسجيل المشاركة عبر الأبرشيّات والرّعايا من من أجل إحصاء الأعداد وتوزيع البطاقات بهدف المساعدة للوصول إلى مكان الاحتفال والعودة منه مع تأمين النّقل وبتعاون كامل مع اللّبنانيّة الأولى والقصر الجمهوريّ بما يليق بقداسة البابا وبلبنان".
وإختتم المؤتمر بكلمة لأبو كسم قال فيها: "شكرًا لقداسة البابا لاون الرّابع عشر لأنّه اختار لبنان أرض بلاد بشارة وصور وصيدا وبلد الأرز، وموطن القدّيسين، أوّل وجهة له لزيارته الرّاعويّة في بداية حبريّته على رأس الكنيسة الكاثوليكيّة. هذه الزّيارة منبع فرح بالنّسبة إلينا، ونافذة رجاء لجميع اللّبنانيّين، وأمانة ثمينة، ثمنها أن نحفظ وديعة الله على الأرض- لبنان الرّسالة، والخميرة الطّيّبة في هذا الشّرق.
هذه الزّيارة تحمّلنا مسؤوليّة كبيرة لنبقى في هذا الشّرق كما أرادنا البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني رسالة وكما أرادنا البابا بنديكتوس شهودًا للرّجاء في هذا الشّرق. فهذه الزّيارة تؤكّد الزّيارتين، لذلك نحن مدعوّون إلى تحمّل هذه المسؤوليّة الكبيرة من هذا الحبر الجليل الكبير رأس الكنيسة الكاثوليكيّة".

وإختتم أبو كسم: "بلسان كلّ اللّبنانيّين نقول: ننتظرك بفارغ الصّبر تحمل إلينا البركة والرّجاء والسّلام، وبقلوب يغمرها الفرح نقول لقداستك أهلًا وسهلًا، وإلى اللّقاء في 30 تشرين الثّاني."