الفاتيكان
30 أيلول 2025, 10:20

بمَ أوصى البابا فريق العمل من أجل الحوار بين الثّقافات والأديان في البرلمان الأوروبيّ؟

تيلي لوميار/ نورسات
في خطاب توجّه به إلى أعضاء "فريق العمل من أجل الحوار بين الثّقافات والأديان" في البرلمان الأوروبيّ خلال استقباله في الفاتيكان أمس الإثنين، ذكّر البابا لاون الرّابع عشر رجال ونساء الحوار بضرورة التّجذّر بالإنجيل وقيمه، مع تنمية الانفتاح والإصغاء والحوار، ووضع الشّخص البشريّ وكرامته وطبيعته العلائقيّة في المحور.

وفي كلمته هذه، قال البابا تفصيلًا بحسب "فاتيكان نيوز": "يسرّني أن أرحّب بكم أنتم الّذين، في إطار البرلمان الأوروبيّ، أطلقتم مبادرة "فريق العمل من أجل الحوار بين الثّقافات والأديان". أهنّئكم على هذه المبادرة وأتمنّى أن تثمر أفضل الثّمار. إنّ تعزيز الحوار بين الثّقافات والأديان هو هدف رفيع لكلّ سياسيّ يستلهم من القيم المسيحيّة، ولحسن الحظّ هناك شخصيّات عديدة قدّمت شهادة حسنة في هذا المجال.

أن نكون رجالًا ونساء حوار يعني أن نبقى متجذّرين في الإنجيل والقيم المنبثقة منه، وفي الوقت عينه أن ننمّي الانفتاح والإصغاء والحوار مع الّذين ينطلقون من إلهامات مختلفة، واضعين دائمًا في المحور الشّخص البشريّ وكرامته وطبيعته العلائقيّة والجماعيّة. إنَّ العمل من أجل الحوار بين الأديان يتطلّب بحدّ ذاته الاعتراف بأنّ الدّين هو قيمة على الصّعيدين الشّخصيّ والاجتماعيّ. فكلمة "دين" نفسها تشير إلى الرّابط بوصفه عنصرًا أصيلًا في الكيان الإنسانيّ. ولذلك، فإنّ البعد الدّينيّ، حين يكون أصيلًا ويتمُّ الاهتمام به جيّدًا، يضفي جودة على العلاقات بين الأشخاص ويساعد كثيرًا على تنشئة الأشخاص لكي يعيشوا في جماعة وفي المجتمع. وما أشدّ الحاجة اليوم إلى إضفاء القيمة والمعنى على العلاقات الإنسانيّة!

إنّ المؤسّسات الأوروبيّة بحاجة إلى أشخاص يعرفون كيف يعيشون "العلمنة السّليمة"، أيّ أسلوب التّفكير والعمل الّذي يقرّ بأهمّيّة الدّين ويحافظ في الوقت عينه على التّمييز- لا الانفصال ولا الخلط- إزاء المجال السّياسيّ. وفي هذا الصّدد، يبقى المثال الّذي قدّمه روبرت شومان وكونراد أديناور وألتشيده دي غاسبيريه أبلغ من أيّ كلام. أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أشكركم على هذه الزّيارة وألتمس لكم ولعملكم بركة الرّبّ."