لبنان
23 كانون الثاني 2023, 08:50

بكركي استضافت الصّلاة الختاميّة لأسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، والتّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
في بكركي، أقيمت مساءً رتبة الصّلاة الختاميّة لأسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، ترأّسها البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بمشاركة بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، وبطريرك السّريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثّاني، وبطريرك الرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، وكاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، وكاثوليكوس كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل كيشيشيان، والسّفير البابويّ المونسينيور باولو بورجيا، ولفيف من المطارنة والكهنة والرّهبان والرّاهبات والمؤمنين من مختلف الكنائس في لبنان.

بدايةً ألقى المطران ميشال معوَّض كلمة ترحيبيّة بإسم اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، والّتي دعت إلى إحياء هذه المناسبة وأشرفت على تنظيم الرّتبة الّتي تخلّلتها صلوات مشتركة تمحورت حول الآية اّلتي اتُّخِذَت شعارًا لأسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيين لهذا العام: "تعلّموا الإحسان واطلبوا العدل" (إشعيا ١: ١٧).  

كما تخلّلت الرّتبة ترانيم أدّتها جوقات من مختلف الكنائس.

هذا وألقى البطريرك الرّاعي عظة بعنوان: "كنت جائعا فاطعمتموني" قال فيها:

"1- الإنجيل الّذي نختتم به أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين هو إنجيل الرّحمة والعدالة مجتمعين، ويتّصل عضويًّا بموضوع أسبوع الصّلاة هذا المأخوذ من أشعيا النّبيّ وهو: "تعلّموا الإحسان، واطلبوا العدل" (أشعيا 1: 17). وبكلام آخر: تعلّموا من المحبّة عمل الخير، والعدلُ نصب أعينكم.

2 - نحن نعلم أنّ رسالة الكنيسة ترتكز على ثلاثة مترابطة ومتكاملة: الكرازة بكلام الله (Kerigma)، العبادة وتقديس النّفوس (Liturgia)، وخدمة المحبّة (Diaconia).

إنجيل اليوم وموضوع أسبوع الصّلاة مختصّان بالمرتكز الثّالث: خدمة المحبّة (Diaconia)، الّذي هو أحد الطّرقات الآمنة المؤدّية إلى وحدة المسيحيّين.

3 - إنجيل الدّينونة العامّة الّذي سمعناه هو إنجيل الإحسان أو المحبّة بإطعام الجائع وسقي العطشان وكسوة العريان واستقبال الغريب وزيارة المريض وافتقاد السّجين. هذه الحاجات السّتّ هي مادّيّة وروحيّة ومعنويّة. ولذلك كلّ إنسان، دونما استثناء، يمرّ في حاجة ما منها، ويجد نفسه أمام واجب مساعدة غيره من بابي المحبّة والعدالة، كما هو بحاجة إلى مساعدة من غيره. وهو إنجيل العدالة تجاه هؤلاء "الإخوة الصّغار". فبحسب تعليم الكنيسة، خيرات الأرض معدّة من الله لجميع النّاس"، بحيث يشارك فيها الجميع، وفقًا لقاعدة العدالة غير المنفصلة عن المحبّة" (الدّستور الرّاعويّ: الكنيسة في عالم اليوم"، 65). فمن يمتلك خيرات الدّنيا شرعيًّا هو موكل عليها من العناية الإلهيّة ليستثمرها لخيره وخير غيره من النّاس (التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 2403-2404). والملكيّة الخاصّة مثقلة برهن اجتماعيّ. فمن يعطي المحتاج يردّ له حقوقه. على إنجيل الرّحمة والعدالة سندان في مساء الحياة.

4 - في مسيرتنا نحو تحقيق وحدة المسيحيّين، نحن مدعوّون لنتعاون في خدمة المحبّة الاجتماعيّة، فنكون يدًا واحدة: نخطّط معًا، ونعمل معًا، ونتقاسم المسؤوليّة معًا، لنساعد شعبنا في التّخفيف عن همومه وقلقه، وفي النّهوض من أزماته الاقتصاديّة والمعيشيّة والاجتماعيّة والتّربويّة والاستشفائيّة. وبذلك نشهد أنّنا كنيسة المسيح الواحدة، ونعيش سويّة إنجيل المحبّة والعدالة.

صحيح أنّ كلّ كنيسة من كنائسنا تعتني بأبنائها وبناتها، أمّا إذا تعاونّا، فنكون أقوى، وخدمتنا أشمل، وشهادتنا تُظهر أنّنا واحد بالمسيح. شعبنا يطالبنا وينتظر منّا ككنيسة من دون أن يفرّق بين الكنائس فيقول: أين الكنيسة؟ هذا النّداء يوجب علينا أن نطلّ عليه ككنيسة واحدة في التزامها خدمة المحبّة الاجتماعيّة بمسؤوليّة العدالة.

5 - عندما نضيف وحدتنا في هذه الخدمة، إلى التّعمّق من قبل الجميع في كلمة الله الهادية والجامعة في الكتب المقدّسة، وإلى الحوارات اللّاهوتيّة المسكونيّة الجارية، وإلى أسبوع الصّلاة السّنويّ في العالم وما يرافقه من لقاءات ومبادرات، إنّما ندخل في صميم إرادة المسيح الفادي الّذي قبيل آلامه صلّى "ليكون المؤمنون به واحدًا، كما أنّه هو والآب واحدًا" (يو 17: 11).  

فلنكن أمناء لإرادة يسوع الأخيرة ووصيّته. فنستحقّ أن نمجّده مع أبيه وروحه القدّوس، الآن وإلى الأبد، آمين."