لبنان
07 آب 2019, 06:30

بقعوني من كنيسة المخلّص- ضهور الشّوير: من علينا أن نتبعه في يوميّاتنا هو فقط يسوع المسيح

إحتفلت ضهور الشّوير بعيد التّجلّي في قدّاس احتفاليّ ترأّسه متروبوليت بيروت وجبيل توابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني، في كنيسة المخلّص، عاونه فيه كاهن الرّعيّة الأب الياس الخوري ولفيف من الكهنة، وخدمته جوقة دير مار يوحنّا الصّابغ للرّهبانية الباسيليّة الشّويريّة، بحضور الرّئيس العامّ للرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة الأرشمندريت شربل معلوف ممثّلاً بالنّائب العامّ الأب ديمتريوس فيّاض، إضافة إلى حضور فعاليّات رسميّة وبلديّة واجتماعيّة وشعبيّة.

بعد الإنجيل، ألقى المطران بقعوني عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "زيارتي اليوم لهذه الكنيسة هي لمناسبة عيد التّجلّي، عيد الرّعيّة، لذلك أقدّم التّهاني بالعيد لجميع أبناء الرّعيّة والمشاركين معنا في هذا القدّاس، وخصوصًا كاهن الرّعيّة ومعاونيه، شاكرًا لهم كلّ ما يبذلونه لخدمة هذه الرّعيّة. كما أشكر من يحسنون لهذه الكنيسة خصوصًا من ساهموا في إنشاء صالون الرّعيّة.
الكنيسة جميلة جدًّا وهي زيارتي الأولى، وهذا الجمال وجد لينقل جمال الرّبّ إلى المؤمنين الّذين يقصدون هذه الكنيسة والصّالة في الأفراح والأتراح، فالكنيسة والكاهن والوكلاء والجوقة والمطران وكلّ الّذين يخدمون في الكنيسة يساهمون في رسالة واحدة هي إيصال خلاص يسوع المسيح للمؤمنين، خصوصًا أبناء هذه الرّعيّة. الكنيسة جميلة إنّما الأجمل هو حضور يسوع في وسطها، في بيت الرّبّ، ويسوع يحضر في الإفخارستيّا وفي كلمته وفي الأيقونات ولكن خصوصًا من خلال خدمة المحبّة والتّلمذة الّتي يطبّقها جميع العاملين الرّاعويّين، هؤلاء جميعًا مهمّتهم واحدة مساعدة المؤمنين على التّلمذة وعلى معرفة المسيح لجهة إيصال الخلاص بمحبّته ورحمته وحنانه ورأفته وغفرانه.
في المسيحيّة دعوة واحدة مشتركة عند الجميع بعد العماد هي دعوة التّلمذة الّتي تترجم برسالة سواء في الإكليروس أم في العائلة أم في العمل والمجتمع، رسالة على كلّ الأصعدة وكلّ واحد منّا يتتلمذ في الكنيسة ليصبح رسولاً يحمل خلاص يسوع المسيح.
يسوع المسيح حيّ، وهو إله أتى إلينا، تجسّد في التّاريخ حقيقة وهو ابن الله وظهرت ألوهيّته بشكل واضح في يوم التّجلّي، ونحن كمسيحيّين، كما يقول الرّسول بطرس، لا نتبع خرافات ولا ذكريات ولا كتب تاريخ، بل نتبع إلهًا حيًّا في وسطنا، وعندما نأتي إلى الكنيسة ونحتفل بعيد تجلّي الرّبّ نتذكّر سويًّا أنّ يسوع هو الله ولكنّه إله حيّ، وفي العهد الجديد تدخّل الآب متكلّمًا فقط ثلاث مرّات، المرّة الأولى في العماد عندما يقول "هذا هو ابني الحبيب الّذي به سررت"، المرّة الثّانية في التّجلّي عندما قال "هذا هو ابني الحبيب الّذي به سررت فله اسمعوا"، وفي المرّة الثّالثة، بحسب إنجيل يوحنّا، قبل آلام يسوع حين قال له "يا أبت مجّد اسمك" فيجيبه الآب "قد مجّدت وسأمجّد"، لقد تدخّل الرّب ثلاث مرّات ليؤيّد رسالة يسوع المسيح، لذلك التّلميذ هو الشّخص الّذي يصغي إلى صوت يسوع ويميّز صوت المسيح في وسط ضجيج هذا العالم، ومن علينا أن نتبعه في يوميّاتنا هو فقط يسوع المسيح.
إنّ وحدة المسيحيّين تنسحب أوّلاً برسالة "إعرف الرّبّ يسوع"، فبلداتنا اللّبنانيّة بحاجة من جديد لمعرفة يسوع المسيح وللعيش بحسب تعاليمه، والحديث عن الفساد اليوم كثير ولكن الفساد الحقيقيّ يبدأ في داخل كلّ واحد منّا عندما يسمح لبعض الخطايا وأنواع الشّرّ بالدّخول إلى حياته ويتأقلم معها، فنحن في لبنان أصبحنا متأقلمين مع بعض الشّرور الّتي نعتبرها طبيعيّة أو ذكاء أو قوّة ونبرّر أحيانًا لأنفسنا ممارسات خاطئة باسم الحقوق وغيرها، لذلك يجب التّنبيه إلى ذلك.
أنتم تحبّون كنيستكم ويظهر ذلك من خلال جمال هذه الكنيسة وآمل أن يكون أبناء هذه الرّعيّة أجمل من الكنيسة لأنّهم كنائس حيّة وهياكل والنّاس من خلالهم يرون يسوع المسيح وحنانه ورحمته، وحضور الرّبّ حيّ في حياتنا.
إنّ المسؤوليّة مشتركة بيننا جميعًا، وآمل أن يتجلّى الحبّ الّذي نملكه برعاية بعضنا البعض حتّى يكون لوطننا حضور سلام وحبّ وفرح من خلال أفراد مؤمنين يؤمنون أنّ رسالة يسوع تعاش وتطبّق اليوم في لبنان".
من جهته، رحّب كاهن الرّعيّة بالمطران بقعوني، شاكرًا له ترؤّسه هذا القدّاس، متمنّيًا له النّجاح في رسالته الجديدة في الأبرشيّة ليكون منارة في الكنيسة الملكيّة.
بعد القدّاس، دشّن بقعوني صالة الكنيسة وبارك المكان، وتقبّل التّهاني بالعيد.