لبنان
17 آب 2023, 05:00

بقعوني: مريم بشفاعة ابنها تحفظنا من الموت، ليس من الموت الأبديّ فحسب، بل من الموت اليوميّ الرّوحيّ والنّفسيّ والجسديّ

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قدّاس عيد انتقال السّيّدة العذراء في كنيسة سيّدة النّياح بتغرين، عاونه فيه الآباء بطرس خوري والياس كلّاس ونبيل صليبا، وخدمت القدّاس جوقة الكنيسة.

وكرّس بقعوني خلال القدّاس جدرانيّة الصّلب والتّجلّي، بعدما رمّمها كاتب الأيقونات الأب بطرس الخوري بحسب الوكالة الوطنيّة للإعلام.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى بقعوني عظة هنّأ فيها الحضور وأبناء الرّعيّة بالعيد، وخصوصًا "اللّواتي يحملن اسم القدّيسة مريم"، وقال: "نحن اليوم نعيّد عيد رقاد السّيّدة وانتقالها بالجسد إلى السّماء، وبعد ثلاثة أسابيع سنعيّد عيد ميلاد السّيّدة. حضور مريم خلال السّنة الطّقسيّة هو دائم، وكأنّنا لا نريدها ان تفارقنا ولو كانت في السّماء، نحن نريدها ان تكون دائمًا معنا من خلال  الطّروباريّات التي نردّدها، والتي تحمل معاني العيد ولاهوته.

مريم بشفاعة ابنها تحفظنا من الموت، ليس من الموت الأبديّ فحسب، بل من الموت اليوميّ الرّوحيّ والنّفسيّ والجسديّ، فلا يمكن أن تكون مريم شفيعتنا ورفيقة حياتنا، ونحن نحمل علامات الموت وليس علامات الفرح والقيامة. فمريم هي سبب فرح وسبب خلاص، لذلك يجب أن نكون قريبين منها ليس فقط بالكنيسة وبالصّلاة، بل بقرب يوميّ منها، فيما نرى أنّ حياتنا اليوميّة تحمل علامات موت من خلال متابعة الأخبار الاقتصاديّة والسّياسيّة والأمنيّة والعلاقات الاجتماعيّة والخلافات العائليّة والسّياسيّة وغيرها. فعندما تكون كلّ هذه الأمور رفيقة حياتنا، تظهر علامات الموت، أمّا إذا كانت أمّ الحياة رفيقة حياتنا، فلا ننهار ولا نستسلم ولا نحزن ولا نيأس. وهذه كلّها عبارات نتداولها في الوسط المسيحيّ، فهو ليس فرحًا وليس لديه رجاء، لأنّنا وجهنا آذاننا وفكرنا وذهننا وقلبنا فقط إلى الأمور الدّنيويّة. ونقول نحن مع مريم ويسوع بشفاهنا وتعصبنا الطّائفيّ والمذهبيّ المسيحيّ، ونطالب بحقوقنا المسيحيّة، ولكن لا أحد يطالب بحقوق المسيح ومريم العذراء".

في العيد نقول كلّ عيد وأنتم بخير، فالخير الحقيقيّ هو بالعودة إلى يسوع، وعندما نصلّي ونطلب شفاعة مريم يجب أن نحيا ما نطلبه وما نصلّيه وأن نحيا بحسب هذا الإيمان، وليس بحسب هذا العالم وفكره ومساوئه.

نحمل لكم في هذا العيد فرح حضور مريم وفرح الخلاص الذي حملته لنا، عسى هذا الفرح والسّلام يلقيان صدى في قلوبنا جميعًا".