بقعوني في قدّاس عيد الأبرشيّة: نبارك للوطن تشكيل الحكومة وهو بحاجة إلى الكثير من الرّحمة
"نُعيّد هذا العيد عيد الأبرشيّة الذي نحتفل به كلّ سنة، ونشكر لله محبّته وحضوره وعلى كلّ من تعاقب على خدمة هذه الأبرشيّة، من أساقفة وكهنة ومكرّسين ومكرّسات وعلمانيّين؛ فكانت هذه الأبرشيّة عبر السّنوات أبرشيّة نعمة وبركة شاهدة للمسيح، ونال من عاش فيها خلاص المسيح بواسطة مختلف الخدمات التي تؤدّي فيها على مختلف الأصعدة الرّوحيّة، الاجتماعيّة، الوطنيّة والسّياسيّة، ومن المساعدات للفقراء والمهمّشين.
ومنذ اليوم الذي تولّيت فيه مسؤوليّة هذه الأبرشيّة، أكثر عبارة سمعتها كان التّركيز على حقوق الطّائفة ودورها السّياسيّ والاجتماعيّ، وهذه كلّها طبعًا مطالب محقّة سنعمل مع مختلف أخوتنا، ومختلف مكوّنات هذه الأبرشيّة على تحقيقها. ولكن ألقي أيضًا على عاتق هذه الأبرشيّة الكبيرة شخص يسوع المسيح، فكلّ من أتى إلى هذه الأبرشيّة أو ولد فيها ينتظر أن يرى في جميع أبنائها اكليروسًا وعلمانيّين شخص يسوع المسيح، كما فعل سمعان الشّيخ عندما قال: الآن تطلق عبدك أيُّها السّيّد بحسب قولك بسلام.
وكلّ ما انتمى إلى هذه الأبرشيّة، وإلى سائر الأبرشيّات، يتوقّع منه أوّلًا أن يكون شاهدًا ليسوع المسيح، وأنا اقول لأخوتي الكهنة مع أخي وسلفي المطران كيرللس، وإلى المكرّسين والمكرّسات، والى جميع العلمانيّين الذين يخدمون في الرّعايا، وفي هذا الوطن على مختلف الأصعدة، أنّ النّاس يريدون أن يروا فينا مسيحًا آخر حتى يتجرّأ الرّوم الكاثوليك، والمسيحيّون، واللّبنانيّون، أن يقولوا: "الآن تطلق عبدك أيُّها السّيّد بحسب قولك بسلام"، ولقد قال البعض هذه العبارة مع تشكيل الحكومة، ونشكر اللّه على ذلك ونبارك لوطننا وللجميع هذه الخطوة، وليوفّق الله الحكومة في المسؤوليّات الملقاة على عاتقها.
وأكثر ما سمعته من النّاس أنّها تريد أن ترى يسوع حيًّا في المطرانيّة، وفي رعايانا، وفي مختلف القطاعات التّابعة للأبرشيّة، وهذه مهمّة، كلّنا مسؤولون عنها؛ كما قال البابا فرنسيس في الإرشاد الرّسوليّ للشّرق الأوسط "افرحوا وابتهجوا" الذي أصدره، ويتحدّث فيه عن أنّ دعوة القداسة موجّهة للجميع .
فالقداسة تبدأ أوّلًا بعلاقتنا بيسوع المسيح، وبصلاتنا وبجهادنا لعيش البرّ، وعيش مشيئة الله، وبطرد الخطايا، وبالتّسلّح بالمحبّة والغفران.
إنّ أبرشيّتنا ووطننا بحاجة إلى الكثير من الغفران والمسامحة والرّحمة."