لبنان
08 كانون الثاني 2025, 07:30

بقعوني في عيد الظّهور الإلهيّ: نصلّي لانتخاب رئيس للجمهوريّة

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قدّاس عيد الظّهور الإلهي في كنيسة القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم في بيروت، بمشاركة المطرانين كيرلّس بسترس وجوزف جبارة، النّائب العامّ الأرشمندريت كميل ملحم والنّائب القضائيّ الأب القاضي أندره فرح، وخدمت القدّاس جوقة المطرانيّة بقيادة المرنّم إيلي أسعد، بحضور حشد من المؤمنين والفاعليّات السّياسيّة والعسكريّة والقضائيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران بقعوني عظة تناول فيها معنى الظّهور الإلهيّ وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "اليوم عيد لأنّنا في مثل هذا اليوم عرفت البشريّة من هو الله الّذي حيّر فكر العلماء والفلاسفة والفكر البشريّ بأكمله، وظهر لنا في مثل هذا اليوم، وعرفنا من هو الله، هو آب وابن وروح قدس وظهر لنا بابنه الوحيد يسوع المسيح، عندما نسمع صوت الآب قائلًا: هذا هو ابني الحبيب.  

إذا هذا هو الله والآب والرّوح القدس يؤيّدان رسالة يسوع، وعرفنا أنّ الله محبّة وهو يريد أن يخلّص جميع بني البشر بنعمة مجّانيّة منه، إذ أنّنا لا نستطيع أن نشتري رضا الله وأن نشتري السّماء وأن نخلّص أنفسنا بأنفسنا بل نستطيع فقط أن ننفتح لنعمة الله وأن نرجع إلى الله وأن نتوب ونجاهد للعمل بمشيئته. فالمسيح اقترب من جميع مكوّنات المجتمع البشريّ وهو لم يأت للميسورين والوجهاء ولرجال الدّين، بل أتى للجميع وللفقراء وساوى نفسه بهم، وأتى إلى البعيدين والخطأة وعندما قبل أن يتعمّد على يد يوحنّا الّذي كان يعمّد معموديّة التّوبة لغفران الخطايا، هو ليس بخاطئ بل قبل مشيئة الآب أن يساوي نفسه بهؤلاء كي يقول لهم أنا أتيت من أجلكم وللّذين هم بلا رجاء وللّذين هم في حالة يأس من شرّهم أو خطيئتهم والّذين تعبوا من حمل أثقالهم يقول لهم يسوع أنا جئت من أجلكم وساويت نفسي بكم، من أجل المرضى والمرذولين والمهمّشين في مجتمعنا ولكن الله اقترب من الجميع.  

هذا يوم الفرح لأنّ الله ليس محصورًا بفئة وخلاصه ليس محصورًا بفئة بل الخلاص يشمل الجميع شرط أن يرغب الإنسان أن ينال هذا الخلاص وأن ينفتح لهذا الخلاص وأن يرجع لله وأن يتبنّى في حياته مشروع الآب ويصبح ابنًا آخر، فمن يلبس المسيح يلبس مسيحًا آخر.

نفرح اليوم لأنّ لنا هويّة جديدة وعيد الظّهور الإلهيّ هو من أقدم الأعياد المسيحيّة، حتّى قبل عيد الميلاد لأنّ بالنّسبة لنا أهمّ ما حصل عدا الآلام والموت والقيامة هو هذا الحدث الّذي ظهر به الله للبشر، وكشف لنا عن ذاته بابنه الوحيد.  

خذلنا من هذا العالم ومن بعض أبناء البلد ومن بعض أفراد العائلة أحيانًا وصدمنا من أمور كثيرة ولكن الوحيد الأمين الّذي لا يخدعنا ويريد خيرنا وخلاصنا وملء الحياة لنا هو الرّبّ يسوع. فهو يريد أن يمنحنا الحياة ويريد من خلالنا أن يصل إلى الآخرين أيّ أن نحمل مشروع الآب إلى الآخرين ونترجم ذلك في حياتنا اليوميّة في مجتمعنا لأنّ الكلّ بحاجة إلى هذا الخلاص وعلينا أن نشكر الله لأنّه كشف لنا عن ذاته وأن نقبل متابعة المشوار وأن نرسل إلى الآخرين بشهادة حياتنا بمحبّتنا وصبرنا وغفراننا، فهذه كلمات أصبحت صعبة على البعض منّا، والبعض منّا أصبح انتقائيًّا باتّباعه ليسوع، أمّا الله فأحبّنا بمجّانيّة وهو يدعونا للامتثال به والعمل لخلاص النّاس مثله".

وإختتم بقعوني عظته قائلًا: "نصلّي لانتخاب رئيس للجمهوريّة ونطالب النّوّاب بعدم الخروج من المجلس قبل انتخاب رئيس إذا كانوا فعلًا يمثّلوننا وكذلك نطالب كلّ من يتولّون مسؤوليّة مدنيّة أو روحيّة أو قضائيّة أو أمنيّة بالسّعي من أجل الخير العامّ وخير الآخرين، وأن ينصرفوا لشؤون مجتمعنا، وعلينا نحن أيضًا أن نلتزم في يوميّاتنا العمل من أجل الخير العامّ على مختلف الصّعد، على أمل أن يمنّ الله علينا وعلى بلادنا بالسّلام والطّمأنينة والحلول الّتي نحن بحاجة إليها".