بقعوني في عيد الظّهور الإلهيّ: لا تستسلموا، والبسوا خوذة الخلاص وجاهدوا!
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى بقعوني عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "عندما أتى المسيح إلى نهر الأردنّ ليعتمد وبدأ يوحنّا يمانعه، قال له: هكذا يجب أن نتمّ كلّ برّ. إنّ يسوع أطاع الأب طيلة حياته حتّى الموت، موت الصّليب. وهو عندما أتى ليعتمد من يوحنّا ساوى نفسه بالخطأة مع أنّه لم يخطئ. أرسل الأب ابنه لخلاصنا. وهذا الخلاص طبع تاريخ البشريّة والإنسانيّة والكون، لقد أرسل ابنه الوحيد لفداء العالم وبني البشر. لقد طبع تاريخنا، يوميّاتنا، حياتنا، عملنا وتصرّفاتنا.
إنّ المسيحيّ المعمّد هو الّذي لبس المسيح والّذي يصرخ خلّصنا يا ابن الله. نحن نطلب منه أن يخلّصنا من الشّرّ والفساد ومن إبليس. إنّ بولس الرّسول عندما تحدّث عن الجهاد الرّوحيّ أوضح بأنّ حربنا ليست ضدّ لحم ودم بل هي حرب روحيّة ضدّ الشّرّ وسلاطين الظّلمة. كم نحن بحاجة في لبنان أن نرتقي خوذة الخلاص، فخلاص المسيح طبع تاريخ المسيحيّين في لبنان وطبع لبنان بحضور المعمّدين فيه، فبالنّسبة للمؤمن الخلاص هو بيسوع المسيح، لذلك لا يهمّنا إذا اتّفق السّياسيّون أو لم يتّفقوا، اجتمعوا أو لم يجتمعوا، ولا تهمّنا كلّ المشاكل والمصائب الّتي نعانيها لأنّ يسوع المسيح معنا، وبه خلاصنا، ولكن هذا الخلاص يجب أن يطبع يوميّاتنا ومقارباتنا وطريقة تربيتنا لأولادنا وتصرّفاتنا وعملنا وكلّ شيء في حياتنا وأذهان المسؤولين عندنا.
إنّ المسؤول المسيحيّ يجب أن يساهم مع المسيح في مشروعه الخلاصيّ، لا أن يميت المسيحيّين وغير المسيحيّين، عليه أن يقدّم ملء الحياة إلى الأشخاص المسؤول عنهم. إنّ الأسقف، الزّعيم السّياسيّ، التّاجر، الوالد، الأمّ، وكلّ من يختبر خلاص المسيح ويحيا بنعمة الرّوح القدس هو حامل خلاص وبشرى وسلام للآخرين.
إنّنا بحاجة في لبنان لأن نتذكّر بأنّنا نجاهد جهادًا روحيًّا. إنّ الخطيئة أسوأ بكثير من انفجار المرفأ والأزمة السّياسيّة والاقتصاديّة لأنّها أزمة كيانيّة تدمّر الشّخص والعائلة والمجتمع والوطن. إنّ المشاكل الّتي نراها في لبنان وفي عدّة دول وفي وسط عائلاتنا هي نتيجة لابتعاد المسيحيّين عن الرّبّ يسوع، وابتعاد غير المسيحيّين عن القيم الموجودة في المبدأ الطّبيعيّ. الكثير من المسيحيّين اليوم يستسلمون ويهربون، ولكن المسيح في بداية هذه السّنة يحثّنا على العودة لأساس حياتنا المسيحيّة، فلا يجب أن نخسر هذا الخلاص الّذي حقّقه المسيح مع كلّ ما خسرناه في لبنان، فإذا فقدنا يسوع المسيح نكون فقدنا كلّ شيء، ولكن إذا فقدنا كلّ شيء وبقي المسيح فينا فنحن نملك كلّ شيء، لذلك لا تستسلموا، والبسوا خوذة الخلاص وجاهدوا، لتخلعوا عنكم اليأس والإحباط وقلّة الرّجاء ولتحيوا كمخلّصين".