بقعوني في الدّنح: اللّبنانيّون بحاجة إلى اختبار محبّة من جديد
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى بقعوني عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "هذا العيد يمثّل المحبّة الّتي أحبّها الأب لابنه الوحيد والّتي يحبّنا إيّاها. عندما تعمّد الإبن الوحيد جعل نفسه قريبًا من الخطأة، هو لم يخطىء ولكنّه ساوى نفسه بالخطأة ليقترب منهم فهو أتى لخلاصهم.
المسيح ساوى نفسه بالفقراء والغرباء والجائعين والعريانين، والمرضى والمسجونين، ليس ليصبح منهم بل ليقول إنّه جاء ليخلص الجميع. فالمسيح الّذي جرّب بكلّ شيء ما عدا الخطيئة اقترب من الخطأة. نحن لبسنا المسيح وأصبحنا أولاد الله في العماد، إخوة ليسوع، ومن الجيّد أن نسمع صوت الله يقول لنا: "أنت ابني الحبيب الّذي به سررت.
كثر منكم يجاهدون لمحاربة التّجارب ولعيش المحبّة والرّحمة ولتحمل المصائب دون تذمّر وهم سيرتاحون في محبّة الله، فالأب يحبّنا وقريب منّا، ونحن سبب فرح الأب وهذه حقيقة عميقة وكيانيّة، فالله بنا يسرّ طبعًا إذا كنّا على مثال يسوع نجاهد في سبيل عيش المحبّة له وللقريب، نجاهد لنكون حملة رجاء وفرح وتعزية للخطأة وللمهمّشين. نريد حاضرًا ومستقبلاً مليئًا بالرّجاء والحياة والتّعزية، وهذا لا يصنعه إلّا أبناء الله الّذين اختاروا أن يحملوا الخلاص للآخرين.
كونوا سبب خلاص للآخرين، احملوا رحمة محبّة الرّبّ لمن حولكم. فالجموع من حولنا لا تعيش أزمة اقتصاديّة وسياسيّة فقط، بل تشعر بفقدان الأمان الاجتماعيّ والأمان على مختلف الأصعدة وهم بحاجة إلى اهتمام ومحبّة وعطف وإلى حنان حقيقيّ وليس إلى كلام.
اللّبنانيّون بحاجة إلى اختبار محبّة من جديد من جميع الّذين يدّعون أنّ لديهم مسؤوليّة من سياسيّين ومجتمع مدنيّ وأمنيّين وخاصّة من رجال الدّين، ومن المتوقّع من الإكليروس التّقرّب من الفقراء والودعاء والرّجاء والمنبوذين، فنحن لم نرسل فقط للأصحّاء بل لنعلن الخلاص للجميع".