لبنان
22 شباط 2023, 12:50

بقعوني: الصّوم مناسبة لنعود ونتذكّر أنّ حياتنا هي بين يدي المسيح

تيلي لوميار/ نورسات
"عندما يأتي الصّوم يبدأ الجهاد الرّوحيّ لنلبس هويّتنا كبنات وأبناء لله على مثال المسيح. ويشترك جسدنا في تعابير الصّلاة وفي الجهاد الرّوحيّ من أجل الصّوم الّذي هو سبيل للتّوبة".

بهذه الكلمات استهلّ راعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الكاثوليك المطران جورج بقعوني عظته في قدّاس ترأّسه عشيّة بدء الصّوم، في كنيسة مار يوحنّا فم الذّهب- مطرانيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك، عاونه فيه النّائب العامّ الارشمندريت كميل ملحم، بحضور راعي أبرشيّة بيروت السّابق المطران كيرلّس بسترس.

وتابع بقعوني عظته قائلاً بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "بعض منّا خسر ما خسر جرّاء الوضع الاقتصاديّ في لبنان، ففقد السّلام والطّمأنينة ويعيش في قلق دائم، لأنّ أمانه كان في رصيده في المصرف وليس في الرّبّ يسوع، وهذا الصّوم مناسبة لنعود ونتذكّر أنّ حياتنا هي بين يدي المسيح.

يقول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفمّ أنّ لا فضيلة تسمو على فضيلة المسامحة، لأنّها تأخذنا إلى غاية أمّ الفضائل الّتي هي المحبّة، فيجب على فضائل الصّدقة والصّوم والإحسان أن تقودنا إلى ملء المحبّة، ومن خلال فضيلة المسامحة نصل فورًا إلى غاية كلّ الفضائل الّتي هي المحبّة الأخويّة. ويجب ألّا نفقد صداقتنا وعلاقاتنا مع الآخرين، لأنّنا نرفض أن نسامح، فعندما نصلّي للأب ونقول أغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر، فهو يغفر لنا دائمًا، فلمّا يصعب علينا أن نسامح ونغفر؟ لذلك يجب في هذا الصّوم أن نتوب، وأشجّع الجميع أن يفحصوا ذاكرتهم ويسامحوا، فالمحبّة ليست فقط في الإحسان والتّقشّف والصّلاة بل في المسامحة أيضًا.

إنّ يسوع صام لينطلق في رسالته العلنيّة وليؤكّد للأب أنّه لن يقع في كلّ خيرات هذه الدّنيا وتجارب العالم، وانطلق بعد الصّوم بالرّسالة وقال وبحسب إنجيل متّى "لقد اقترب ملكوت السّماوات فتوبوا وآمنوا". أمّا في إنجيل مرقص فقال: "توبوا لقد اقترب ملكوت السّماوات".

وإختتم بقعوني: "يجب أن يكون المسيح حياتنا مثلما يقول القدّيس بولس "حياتي هي المسيح" ففي الصّوم تصبح حياتي هي المسيح، وأحمل البشرى السّارّة للآخرين، فوجود يسوع بذاته هو الفرح، والكثير منّا بحاجة أن يستمدّ الفرح في هذا الصّوم، فكيف نحمل البشرى السّارّة ونحن حزانى ومحبطون ومتعبون ويائسون؟ المسيحيّ الحزين هو مسيحيّ بائس، لذا فالعلاقة بيننا وبين الله يجب أن تنسحب على الآخرين من خلال حضور محبّ ومفرح يعطي هدفًا ومعنى لحياتنا وبلدنا ومجتمعنا".