بقعوني: إذا كنتُ مسيحيًّا في موقع المسؤوليّة وأحكّم ضميري المسيحيّ فلن يحلّ سوى الخير
خلال القدّاس الّذي خدمته جوقة المطرانيّة، بحضور شخصيّات سياسيّة وإعلاميّة واجتماعيّة وشعبيّة، ألقى بعقوني عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":
"إنّ نصّ الإنجيل يعطينا أن نفهم ما يمرّ به بلدنا وما نمرّ به كعائلات وكأفراد وكمواطنين، ويدعونا أن نرتاح ونطمئنّ رغم العاصفة والإعصار. في نصّ الإنجيل يقول لنا السّيّد المسيح: أنا الباب من يدخل من هذا الباب يجد مرعى، فأنا الحارس وأنا السّاهر عليكم وأنا الّذي أهتمّ بكم. السارق لا يأتي إلّا ليسرق ويذبح، أمّا أنا فقد أتيت لتكون لكم الحياة وتكون بوفرة. ويقول لنا الرّبّ أنا حاميكم وراعيكم ليس فقط في الظّروف الجيّدة إنّما أنا حاميكم وراعيكم ومعكم في أصعب الظّروف. السارق والأجير لا يأتي إلّا ليسرق، أمّا أنا فأتيت لتكون لكم الحياة وهذا وعد. ويسوع أمين بوعوده، أنا أتيت لتفيض بكم الحياة ليس فقط عندما تكونون في بحبوحة وعندما يكون الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في حالة ممتازة، إنّما أنا معكم في كلّ الأوضاع وأنا أتيت لتفيض الحياة فيكم، أنا الرّاعي الصّالح أبذل نفسي عن الخراف أمّا الأجير فإذا رأى الذّئب مقبلاً يهرب.
هناك صفة تقول عن الله في الكتاب المقدّس إنّه أمين، وهذا يعني أنّه صادق ويحفظ وعده، فعندما يقول كلمة ينفّذها وعندما يعد يفي. ومار بولس في رسالته يقول: إنّ الّذي لم يضن بابنه الوحيد كيف لا يهبكم معه كلّ شيء؟ فالآب الّذي لم يبخل بيسوع من أجلنا هل يتركنا الآن لمصيرنا ولأعدائنا ولآلامنا؟
في العهد القديم وفي نبوءة حزقيال يقول الرّبّ: "الويل لرعاة شعبي الّذين يرعون أنفسهم، الحقّ أقول سآتي أنا وأرعاهم". الله أتى إلينا ليرعانا ولأنّنا بين أيد أمينة فأنا أشجّع الجميع خصوصًا من يصلّون ومن هم من خراف الرّبّ بألّا نفقد العلاقة مع المسيح، أيّ أن لا نقلق ونضطرب للأمور الحياتيّة من مثل إغلاق مصارف وطرق من مظاهرات من تأليف حكومة أو لا. فإذا كنّا من خراف الرّبّ فلمَ القلق والخوف من الظروف، إلّا إذا أصبح فيها كنزنا وقلبنا في مكان آخر، الإنجيل يقول: "حيث هناك كنزنا هناك يكون قلبنا"، فإذا كنّا خائفين على أمورنا الحياتيّة والمادّيّة فهذا يعني أنّ أموالنا أصبحت كنزنا.
ورد في الإنجيل :"أحبب الرّبّ من كلّ عقلك" وهي تعني أن أملأ فكري وعقلي بحسب المسيح وأن أملأه من حضور الرّبّ وليس من الأخبار ومن الخلافات الّتي تعصف الآن في البيوت وفي المؤسّسات وفي الرّعايا والمجتمع وعلى وسائل التواصل. هل أترك حقًّا في هذه الأيّام مجالاً للرّبّ في نهاري لحضوره في فكري وعقلي وقلبي؟ للأسف نحن نكتشف وممّا يحصل حولنا أن لا كنزنا ولا فكرنا ولا عقلنا هو حقًّا عند يسوع المسيح، لأنّه لو كان حقًّا عند يسوع لكنّا نعيش في رجاء ولكنّا نحمل كلام رجاء وتعزية لبعضنا البعض. وقال: أنا كمسيحيّ لدي المسيح وإذا كنت مسيحيًّا في موقع المسؤوليّة وأحكّم ضميري المسيحيّ فلن يحلّ سوى الخير وإن شاء الله يحكّم شركاؤنا في الوطن ضميرهم أيضًا ليحلّ الخير أيضًا.
وسأل كيف سمحنا لأنفسنا كمسيحيّين أن نسير باتّجاهات مخالفة للرّجاء والإيمان والمحبّة فكلّ مواقفنا وتعابيرنا في هذه الأيّام هي ضدّ الرّجاء والمحبّة والإيمان وضدّ كلّ ما نعيشه ونعلنه كمسيحيّين ومعمّدين ولهذا يجب أن نتوب".
وأنهى بقعوني عظته قائلاً: "إلهنا معنا وكلّنا ثقة أنّ الجميع يعملون للخير ولكن لدينا أيضًا ثقة بالرّبّ أنّه لن يتركنا بين أيدي ذئاب وبأنّنا غير متروكين لمصيرنا إنّما لدينا راع صالح لن يتركنا ولن يعوزنا شيء فإلهنا إله قيامة حيّ ومنتصر".