لبنان
27 كانون الأول 2023, 15:00

بقعوني: أشجّع اليوم الجميع في عيد الميلاد أن يلتزموا بالمجتمع وبالوطن والنّضال من أجل التّطوير

تيلي لوميار/ نورسات
"المسيح ولد فمجّدوه"، بهذه الدّعوة بدأ متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران جورج بقعوني عظته في قدّاس الميلاد الّذي احتفل به في كنيسة المطرانيّة، متمنّيًا للجميع "عيدًا مباركًا رغم كلّ الظّروف والتّحدّيات، أكان على الصّعيد الشّخصيّ والوطنيّ والإقليميّ"، مشيرًا إلى أنّه "ورغم ذلك فنحن نعيّد لأنّ رجاءنا وإيماننا ليس من هذه الأرض ولأنّ مخلّصنا أتى ولأنّ الرّبّ أبانا يحبّنا."

وتابع بقعوني عظته قائلاً بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "في الرّسالة إلى أهل غلاطيا يقدّم لنا الرّسول بولس عصارة خبرته مع الله، فيقول: "عند ملء الزّمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، ومولودًا تحت حكم الشّريعة ليفتدي الّذين هم تحت حكم الشّريعة، وتحت حكم النّاموس ولننال التّبنّي ونصير أبناءه. إذًا، نحن لسنا بيتامى بل لدينا أب في السّماء وإله ليس ككلّ الآلهة، فالّذي حيّر الفلاسفة كشف لنا عن ذاته بأنّه محبّة وهذه حقيقة، نحن بحاجة أن نتذكّرها دائمًا خصوصًا في الصّعوبات،  ونحن لسنا بيتامى رغم أنّ شعور الكثير منّا في هذه الأيّام بأنّه ليس لنا مرجعيّة وشخص نلجأ إليه، فماذا نفعل ونصنع في وسط كلّ هذه الظّروف؟

كشف لنا الابن بتجسّده عن الأب، والأب تبنّانا، فنحن لسنا بمتروكين، الله يحبّنا وهو معنا".

وتوقّف بقعوني عند آخر إرشاد رسوليّ للبابا فرنسيس تحت عنوان: "إنّها الثّقة"، وقال: "يتحدّث في هذا الإرشاد طوال الوقت عن القدّيسة تريزيا الطّفل يسوع الّتي كانت تكرّر دائمًا بأنّ لديها ثقة بالآب، وهذه حقيقة هي حقيقة إيمانيّة ولاهوتيّة. ونحن في الممارسات اليوميّة بحاجة لأن نحيا كأشخاص لديهم آب يعتني بهم وبشؤونهم وبحاجاتهم الرّوحيّة والزّمنيّة."

وأشار إلى أنّ "غفران الخطايا هي المرحلة الأولى للخلاص، والخلاص يعني أيضًا أن ننال الحياة الأبديّة وملء الحياة. والحياة الأبديّة تعني بأن نبني ملكوت الله على هذه الأرض.  فمن يريد الخلاص يجب أن يذهب إلى العمق ويلتقي بجديد مع يسوع المسيح وأن يعود من جديد إليه، ويصدّق بأنّ المخلّص هو يسوع وليس المال ولا الجاه والمراكز.  

نحن بحاجة جميعًا أن نجدّد رغبتنا للقاء بيسوع لنطلب منه الخلاص الّذي ليس ببعيد عنّا. فالمسيح أتى إلينا وهو اقترب منّا، أتى إلى معاناة الكرة الأرضيّة إلى معاناة  الشّعوب وفقرهم وأمراضهم، إلى الظّلم، فالأب بحكمته ومحبّته ارتأى بأن يرسل أبنه الوحيد ليخلّص العالم، كما سلّم الرّسل والمعمّدين رسالة حمل الخلاص للجميع، وبناء ملكوت الله وملكوت هذه الدّنيا الملأى بحضور الله، فيجب ألّا نستسلم فمعظم المسيحيّين استسلموا ولم يعد يرضون بالنّضال والجهاد وبناء الملكوت، وأداروا آذانهم وأصغوا إلى الكثير من الفلسفات والكلام الذي لا يفيد شيئًا".

وإختتم بقعوني عظته قائلاً: "أشجّع اليوم الجميع في عيد الميلاد أن يلتزموا بالمجتمع وبالوطن، والنّضال من أجل التّطوير والتّحسين، وأن نقبل الخلاص ونساعد الآخرين على معرفة يسوع المسيح".

وكان بقعوني قد ترأّس القدّاس بمشاركة النّائب العامّ الأرشمندريت كميل ملحم والنّائب القضائيّ الأب القاضي أندره فرح، وبحضور المطران كيرلّس بسترس، وقد خدمت القدّاس جوقة المطرانيّة بحضور عدد من الفعاليّات وحشد من المؤمنين.