بعد انعقاده، ما هي مقرّرات المجمع المقدّس لكنيسة الرّوم الأرثوذكس المقدسيّة؟
وفي ختام الاجتماع، صدر البيان التّالي: "بعد رفع الصّلاة واستدعاء نعمة الرّوح القدس، بحث غبطته مع أعضاء المجمع المقدّس عدّة قضايا تتعلّق بشؤون البطريركيّة الإداريّة والكنسيّة والرّعائيّة، الّتي تصبّ في خدمة البطريركيّة وأديرتها ومزاراتها وكنائسها، وفي خدمة الإكليروس والشّعب المؤمن. كما تطرّق المجمع المقدّس إلى الأحداث الأخيرة الحاصلة في دير القدّيسة كاترينا في سيناء، التّابع مباشرةً لسلطة البطريركيّة المقدّسيّة، والّذي كان المجمع قد أصدر قراره بشأنه سابقًا.
وعرض صاحب الغبطة مسيرة الاحتفالات بعيد رقاد والدة الإله الفائقة القداسة، وقد رافقت كلماته وأعضاء المجمع المقدّس مشاعر الحزن الأبويّ جرّاء ما يحصل في المنطقة، ولاسيّما في الأماكن المقدّسة، من مخاوف مرتبطة بالوضع الأمنيّ السّائد في المدينة المقدّسة، والّذي أدّى إلى مشاركة ضئيلة من أبناء رعايانا والحجّاج. إلّا أنّ الكنيسة، بشهادتها الحيّة، أقامت كافّة الصّلوات اللّيتورجيّة والاحتفالات المعتادة حسب ترتيبها الكنسيّ الأورشليميّ، رافعةً الأدعية من الأماكن المقدّسة لسلام المنطقة والعالم وخلاص النّفوس.
كما استذكر غبطته وأعضاء المجمع المقدّس المثلّث الرّحمات المطوّب الذّكر الأرشمندريت إينوكنديوس، ووقفوا لحظة صمت وصلاة، مشيدين بعمله المميّز في شتّى المجالات الّتي خدم فيها، وخاصّةً الإرث الرّوحيّ والمعماريّ الّذي خلّفه في مدينة مأدبا في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، والّذي زاد الكنيسة بهاءً لائقًا بعمله المقرون بالطّاعة كإكليركيّ أمين للبطريركيّة المقدّسيّة. وإكرامًا لذكراه وتخليدًا له، منح غبطته البركة لتسمية المدرسة في مأدبا باسم: "مدارس بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس المقدّسيّة- مدرسة الأرشمندريت إينوكنديوس"، وكذلك إقامة لوحة تذكاريّة له، تقديرًا لعمله وخدمته الجليلة في الكنيسة وأبنائها والمجتمع.
وأكّد سيادة مطران الأردنّ، كيريوس خريستوفوروس الجزيل الاحترام، أنّ المطوّب الذّكر الأرشمندريت إينوكنديوس قد ترك بصمةً مميّزةً في المجتمع المأدباويّ بشكل خاصّ والأردنيّ بشكل عامّ، وهذا ما قد ظهر جليًّا طيلة فترة مرضه ورقاده وأثناء تشييع جثمانه، إذ التأم الشّعب المؤمن حوله بتقدير وعرفان لما أبداه، كما ومن السّلطات المحلّيّة الّتي تعزم على تسمية شارع في أحياء المدينة يحمل اسمه.
كذلك أطلع غبطته أعضاء المجمع المقدّس على تبرّع صاحب السّيادة بيتر إيتون، أسقف أبرشيّة بورتوريكو التّابعة للكنيسة الأسقفيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، بمبلغ خمسة وعشرين ألف (25,000) دولار أميركيّ، مساهمةً لكنيسة دير القدّيس برفيريوس في قطاع غزّة. وقد اعتبر هذا التّبرّع عربونًا للمحبّة وتعبيرًا عنها، في اليوبيل الفضّيّ لانتخاب غبطته خليفةً للقدّيس يعقوب أخي الرّبّ على العرش البطريركيّ الأورشليميّ، وللعلاقة الطّيّبة والمميّزة الّتي تجمع الكنيسة الأسقفيّة بأمّ الكنائس. وقد عبّر غبطته وأعضاء المجمع عن شكرهم الجزيل المقرون بالصّلاة على هذا التّبرّع المبارك.
كما اطّلع غبطته وأعضاء المجمع على التّقرير النّهائيّ المقدّم من سعادة السّيّد عودة قواس، الرّئيس التّنفيذيّ لمدارس البطريركيّة في الضّفّة الشّرقيّة، والّذي جاء فيه الإنجازات الّتي تمّت في مدارس البطريركيّة خلال هذه الفترة. وقد أعرب غبطته والمجمع المقدّس عن امتنانهم العميق وشكرهم لدوره، مشيدين بجهوده المبذولة لرفعة المدارس في ظلّ الظّروف الصّعبة الّتي تواجهها. وتكريمًا له، قلّده صاحب الغبطة وسام القبر المقدّس تقديرًا لدوره وجهوده المبذولة.
وأيضًا قرّر المجمع المقدّس الموافقة على الطّلب المقدّم من قدس الأرشمندريت أرتيميوس لسيامة السّيّد إيفان فلاديميروفيتش لخدمة الجالية الرّوسيّة الأرثوذكسيّة في حيفا.
وفي ختام أعمال المجمع، رفع صاحب الغبطة وأصحاب السّيادة صلواتهم من أجل سلام العالم. وتوجّهوا بالدّعاء إلى الله ليمنح أبناء الكنيسة المقدسيّة، في بلادنا المقدّسة وسائر أرجاء المعمورة، راحة البال والطّمأنينة وسط ما يشهده العالم من غموض وتقلّبات. كما ابتهلوا إلى الرّبّ الإله أن يشرق بنوره السّماويّ على أذهان قادة الأمم وكلّ مسؤول، ليكونوا أدوات للسّلم والسّلام في العالم أجمع، وفي بلادنا المقدّسة الّتي تعاني من الأحزان. راجين أن يبلسم المسيح الإله بحنانه وتعزياته الإلهيّة قلوب كلّ محزون."