لبنان
27 كانون الأول 2021, 09:45

بطريرك الأرمن الكاثوليك في رسالة الميلاد: نحن اليوم بحاجة ماسّة ليسوع المخلّص أكثر من أيّ وقت مضى

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة عيد الميلاد المجيد، وجّه الكاثوليكوس لكرسيّ كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون رسالة ميلاديّة تحت عنوان "فَرِحوا فَرحًا عظيمًا"، قال فيها:

"إخوتي وأخواتي،

الأزمنة مؤاتية لولادة الرّبّ يسوع من أمّنا مريم العذراء. يقول القدّيس بولس: "لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ.

نتيجة الخطيئة وابتعاد البشريّة عن الله، سقطت الإنسانيّة تحت سلطة الموت.

البشريّة كانت بانتظار مخلّص، ينزع عنها ثقل الخطيئة.

من إحدى  دلالات هذا الانتظار نجدها بمجيء المجوس.

إنّ الإنجيليّ متّى يروي لنا عن رجالٍ حكماء أتوا إلى أُورشليم  من الشّرق بحثًا عن ملك اليهود ليسجدوا له.  

الإنجيل لا يخبرنا الكثير عن هولاء الرّجال، الشّيء الوحيد المذكور عنهم هو الهدايا الّتي أتوا بها ليسوع. ومن هداياهم نعرفهم. نعرف أنّهم كانوا حكماء. كانوا يبحثون عن ملكٍ، لذلك أتوا بالذّهب. كانوا يبحثون عن كاهنٍ ليرشدهم إلى الإله الحقيقيّ، لذلك أتوا بالبخور.  

كانوا يبحثون عن مخلّص يفدي نفسه من أجلهم، لذلك أتوا بالمرّ. عندما وجدوا يسوع، سجدوا له و"فرِحوا فرحًا عظيمًا" (متّى).  

ولكن ليس الحكماء وحدهم فرحوا بولادة الرّبّ، الرّعيان أيضًاً فرحوا. لأنهّم كانوا أوّل ناس الّذين عرفوا واقتربوا وسجدوا مخلّصنا.

ها هو يسوع يقبل العبادة والسّجود من الرّعيان. فهو الإله الجميع.

هيرودوس أيضًا بحث عنه، لا ليسجد له بل ليقتله.

رجال الهيكل أيضًا قرأوا الكتب وعرفوا حقيقة المولود ولكن لم يبالوا للأمر.

النّبيّ أشعيا يقول: "وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ."

ونحن اليوم في وسط الأهوال الّتي نعيشها فهل نحن من هؤلاء الّذين يبحثون عن الله؟  

هل نحن أيضًا كالمجوس نطلبه لنسجد له ونسلّم أنفسنا لسلطته؟  

هل نفرح مع الرّعيان لأنّ المخلّص ولد؟

هل نطلبه من كلّ قلبنا كما قال إرميا؟  

أو نجد فيه عائقًا ومانعًا لأنانيّتِنا  كهيرودوس؟

أم نحن لا مبالون كرجال الهيكل!

إذا قلنا "نحن نبحث عنه كالمجوس والرّعيان"،  فإذًا أقول لكم إخوتي الأحبّاء: نحن مستعدّون أن نتحمّل مشقّات المسافات الّتي قطعوها المجوس؟

أنتم وأنا مستعدّون لتحمّل الأخطار مثلما تحمّلوا المجوس خطر هيرودوس؟ نحن جاهزون ورائدون هذا الفرح فرح ولادة الملك والمخلّص سيّدنا يسوع المسيح؟  

أيّها الأحبّاء،

نحن اليوم بحاجة ماسّة ليسوع المخلّص أكثر من أيّ وقت مضى. نحن اليوم نعيش أهوالاً وصعوبات فظّة ومرهقة في وطننا الحبيب لبنان. هذه الأزمنة هي أزمنة الاضطهاد لقيمنا المسيحيّة بشتّى الطّرق. نحن أيضًا نبحث عن الخلاص.

ولكن هل نحن مستعدّون بدون أن نقدّم ليسوع المولود ما يريد منّا. إذا سألنا ماذا يريد؟

فجوابنا سيكون أنّنا بانتظاره بكامل التّضحية والإخلاص مقدّمون حياتنا كلّها له لكي يقدّم ذاته بجميع ما يملك من محبّة لنا أجمعين.

لا تخافوا.

إفتحوا أبواب قلوبكم للمسيح، كما قاله هذا القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني. يسوع أمين لكي يرفع عنّا ثقل ومشقّات الحياة وينزع عنّا نير الخطيئة والعبوديّة ويعطينا السّلام والمحبّة لبعضنا البعض في وطننا الحبيب لبنان.

ولد المسيح، هلّلويا!".