بطريركيّتا الرّوم الأرثوذكس والسّريان الأرثوذكس: عقدٌ وعامان على اختطاف مطراني حلب
"عقدٌ وعامان على اختطاف مطراني حلب
أيّها الإخوة والأبناء الرّوحيّون الأعزّاء،
منذ اختطاف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنّا إبراهيم في 22 نيسان 2013، لم تدّخر بطريركيّتا أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس وللسّريان الأرثوذكس أيّ جهد في متابعة هذه القضيّة الحسّاسة والمعقّدة. وقد تمّ التّواصل على جميع المستويات بهدف تحرير المطرانين وكشف ملابسات الخطف وتداعياته، إذ أنّ هذه القضيّة تشكّل مسألة جوهريّة للكنيستين ولكلّ مسيحيّ مشرقيّ، وتعكس جزءًا من معاناة الإنسان المشرقيّ بمختلف أطيافه في مواجهة تحدّيات بقائه في أرضه.
منذ وقوع الحادثة، عملت الكنيستان بلا كلل على كشف خفايا هذه القضيّة. وقد طُرِح الملفّ على أعلى المستويات الكنسيّة ومع المسؤولين المحلّيّين والدّوليّين، وكذلك على صعيد السّفارات والحكومات والوزارات المعنيّة والأجهزة الأمنيّة الإقليميّة والدّوليّة. كما تمّ عرض هذه القضيّة أمام رؤساء الدّول والملوك في المنطقة والعالم، بما في ذلك القوى العظمى، عبر قنوات دبلوماسيّة وأمنيّة، دون تحقيق أيّ نتائج ملموسة.
على مدار اثني عشر عامًا، أُثيرت القضيّة مرارًا مع العديد من الجهات، منها سوريا ولبنان وتركيا والأردنّ، إلى جانب دول كقبرص واليونان وإيطاليا، كما طُرحت أمام الفاتيكان وروسيا والولايات المتّحدة. ومع ذلك، لم يتمّ التّوصّل إلى نتيجة ولم تبلغ القضيّة خواتيم واضحة ومؤكّدة.
وعلى مدى الاثني عشر عامًا أهابت الكنيستان بوسائل الإعلام وبوسائل التّواصل الاجتماعيّ التّحلّي بروح المسؤوليّة في التّعاطي مع هذا الملفّ وعدم الإتجار به في حلبة الصّراعات السّياسيّة وحلبة السّباق الإعلاميّ.
في موسم الفصح المجيد والقيامة البهية وفي زمن الرّجاء الّذي لا ينتزع من القلوب، ورغم كلّ الجراح، تصلّي كنيسة أنطاكية وتعمل وتضع هذا الملفّ في مقدّمة اهتماماتها وتسأل الله بخلجات قلوب أبنائها من أجل المطرانين المخطوفين اللّذين تختزل قضيّتهما قضيّة كلّ مخطوفٍ وملتاع وتختصر نزرًا يسيرًا من صليب هذا الشّرق الّذي يتلمس فجر قيامة."