أوروبا
01 أيلول 2020, 12:30

برتلماوس الأوّل في يوم الخليقة: حياة الكنيسة نفسها هي إيكولوجيا مطبّقة

تيلي لوميار/ نورسات
في يوم الصّلاة من أجل حماية الخليقة، تساءل بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ برتلماوس الأوّل عمّا إذا كانت الطّبيعة قادرة على احتمال النّقاشات والمشاورات العقيمة وكلّ تأخير في تبنّي خطوات عمليّة وملموسة ترمي إلى حماية البيئة.

هذا التّساؤل الّذي يصعب غضّ النّظر عنه، جاء في رسالة أصدرها برتلماوس للمناسبة، أشار فيها إلى أنّ الأضرار الّتي أُلحقت بالتّنوّع البيولوجيّ وبالتّوازن المناخيّ تتطلّب خطوات مشتركة لكلّ الحكومات، مشدّدًا على ضرورة ألّا يبقى النّموّ الاقتصاديّ كابوسًا بالنّسبة للبيئة، مبديًا قناعته بأنّ البيئة باتت اليوم مهدّدة أكثر من أيّ وقت مضى، والمسألة لم تعد تقتصر على الحفاظ على نوعيّة البيئة بل على استمراريّة الحياة على كوكب الأرض.

وكتب برتلماوس الأوّل في هذا السّياق: "إنّنا نشهد اليوم القضاء على البيئة الطّبيعيّة والتّنوّع البيولوجيّ والحياة النّباتيّة والحيوانيّة، وتلوّث الموارد المائيّة والهواء، فضلاً عن الانهيار التّدريجيّ للتّوازن المناخيّ والعديد من المشاكل الأخرى المتّصلة بالبيئة... إنّ هذه الأوضاع تُظهر مدى أهمّيّة الحفاظ على الطّبيعة من أجل البشريّة المعاصرة، مع أنّ هذا الموضوع لا يلقى وللأسف الاهتمام المطلوب على كامل المستويات".

هذا وحذّر من النّظرة الخاطئة الّتي تقول بإنّ الطّبيعة قادرة على تجديد ذاتها بذاتها، كما دعا إلى إعادة النّظر في النّمط الصّناعيّ اليوم وقطاع النّقل والمنظومة الاقتصاديّة المرتكزة إلى منطق تحقيق أعلى قدر ممكن من الرّبح المادّي،ّ لأنّ لهذه الممارسات تأثيرات سلبيّة على التّوازن البيئيّ. من هنا شدّد على ضرورة التّوجّه إلى اقتصاد إيكولوجيّ، إذ لا يمكن للنّموّ الاقتصاديّ أن يبقى كابوسًا بالنّسبة للبيئة.

من جهة ثانية، أظهر برتلماوس الأوّل في رسالته التزام بطريركيّته لصالح البيئة، مؤكّدًا أنّ "حياة الكنيسة نفسها هي في الواقع "إيكولوجيا مطبّقة" فأسرار الكنيسة وعباداتها وطقوسها وحياتها الجماعيّة والحياة اليوميّة لمؤمنيها تشكّل تعبيرًا عن احترام عميق تجاه الخليقة."