فنّ
05 كانون الأول 2017, 12:57

براعة عزف طفلة تؤكد تفوق الموسيقيين

أثبتت دراسة علمية أن الأشخاص الذين تعلموا الموسيقى يتمتعون بقدرات فكرية متطورة تساعدهم على السمع وتمييز الكلام حتى في الأجواء الصاخبة.

 

نشرت إحدى الصفحات الإلكترونية التي تحمل اسم المؤلف النمساوي الشهير لودفيغ فان بيتهوفن (1770-1827) فيديو لطفلة تعزف بإتقان شديد، ويقول التعليق أنها في الثالثة من عمرها. وقد حظي الفيديو بانتشار هائل (73 مليون مشاهدة) على موقع فيسبوك، وأثار حماسا وجدلا بين المستخدمين.

فقد استخلص علماء من الصين وكندا في مقالة نشرت في مجلة "PNAS"، أن الأشخاص الذين حصلوا على تعليم موسيقي، أكثر قدرة على سماع الكلام بدقة، خاصة في الأجواء الصاخبة، كما أن قدراتهم الفكرية أكثر تطورا من البقية الذين لا يدرسون الموسيقى. 

كما أن تعلم الموسيقى يحسن أشكال التفكير المختلفة ويزيد من مرونة الدماغ البشري، في حقيقة معروفة منذ فترة طويلة، إذ تعزز دروس الموسيقى عملية التفكير والآليات العصبية البيولوجية للغة المنطوقة، خاصة في حلات ضعف سمع الإنسان أو التشويش عليه.

ولتفسير هذه الآلية في تحسين النطق لدى الإنسان من خلال تعلم الموسيقى، قام العالم دو إي من معهد علم النفس التابع للأكاديمية الصينية للعلوم بالتعاون مع الدكتور زاتور روبرت، من معهد علم الأعصاب في مونتريال وجامعة ماكغيل الكندية، بقياس نشاط الدماغ لـ 15 موسيقيا و15 شخصا لم يدرسوا الموسيقى، تتراوح أعمارهم بين 21 و22 عاما، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يقيس نشاط الدماغ خلال قيام الأشخاص بأفعال مختلفة. وقامت مجموعتان من المتطوعين الذين شاركو بالتجربة بتحليل مقاطع من خطاب محدد، في حين غير الباحثون مستوى الضوضاء الخلفية المحيطة بهم.

وأظهر جميع المتطوعين في البداية (من دون ضوضاء) نفس المستوى من السمع والاستيعاب، وعندما تم رفع الضجيج المحيط بالجميع، تميز الموسيقيون الذين تعلموا الموسيقى منذ السابعة من عمرهم وتابعوها لمدة عشر سنوات، بقدرة أكبر من الباقين على السمع الدقيق وإدراك المعاني من مقاطع الخطاب الذي سمعوه.

وتقول الخلاصة التي توصل إليها الباحثون إن التعليم الموسيقي يشحذ ويربط النظام السمعي مع نظام تطور اللغة، حيث يستطيع الإنسان تمييز الكلمات بشكل أفضل. كما ينصح العلماء بإدخال برامج تدريبية موسيقية للكبار في السن ممن يعانون صعوبات في النطق وضعف في السمع.