متفرّقات
15 أيار 2024, 08:15

بدران خلال يوم ثقافيّ في كليّة الإعلام: معنيّون باكتشاف المواهب والتعبير عن الطاقات الكامنة عند الطلّاب في مختلف المجالات

الوكالة الوطنيّة للإعلام
نظمّت كلّيّة الإعلام الفرع الثاني يومًا ثقافيًّا وإعلاميًّا تحت عنوان "غدُنا والحلم"، برعاية رئيس الجامعة د.بسّام بدران وحضوره. حضرت أيضًا عميدة كلّيّة الإعلام د.جوسلين نادر وأساتذة كليّة الإعلام بفرعيها وشخصيّات ثقافيّة وأكاديميّة.

 

رحبّت مديرة كليّة الإعلام في الفرع الثاني الدكتورة نسرين زمار بالحضور شاكرة الذين ساهموا في التحضير لهذا اليوم الثقافيّ والإعلاميّ كلَّهم من رؤساء أقسام وأساتذة وموظّفين وطلّاب.

وأضافت: "لضيفنا المميَّز الذي يحلّ عزيزًا للمرّة الأولى في كليّتنا بروفسور بسّام بدران، أرحّب بكم ترحيبًا حارًّا، إذ يشهد لك القاصي والداني مساعيك الدائمة لدعم كلّيّتنا دعمًا مطلقًا، وللدفاع عن الجامعة وأهلها".

وتابعت: "لقد وضعتَ بمهنيّتك معيارًا جديدًا للعمل الإداريّ والأكّاديميّ. لذا باسمي وباسم كليّة الإعلام الفرع الثاني أودّ أن أشكرك على استجابتك لدعوتنا."

أعرب رئيس الجامعة الدكتور بسّام بدران في كلمته عن سعادته لرؤية طلّاب كلّيّة الإعلام وأساتذتها "يتشاركون هذا النشاط لِمَا يُجَسّده مِن قِيمٍ تُعبّر عن أهمّ ركائز جامعتنا الوطنيّة ألا وهي التعاون وبناء الروابط الاجتماعيّة وغرس روح الانتماء للأسرة الجامعيّة والجامعة والوطن." وأضاف: "أدعو كلّيّات الجامعة اللبنانيّة ومعاهدها كلّها إِلى التماثل معكم. فالْأَنْشطة الجامعَة للطلّاب مهما كانت تسميتها هي المنصّة الواقعيّة للتفاعل والتواصل بين طلّاب الجامعة الوطنيّة الواحدة."

وأردف بدران: "لقد أردتمْ لِهذَا النشاط أَنْ يكون تحت مسمّى "غَدُنَا وَالْحُلْمُ". فالغد هو ما تصنعونه اليوم، هو غدٌ لا يرتبط بمستقبلكم الْمهنيّ فقط، بل بمستقبل لبنان، فأنتم مَن عليه صناعة التغيير نَحو الأَفضل أَمَّا الحلم الَذي تسعون إِليهِ فيَجب أَن يترافق مَع السلوك الواقعيّ والعمليّ حتّى لا يقال إَنّ أَحلامكم هي "أَحلام يقظة" غير قابلة للتحقّق".

وتابع: "لسنا اليوم في معرض اِفتتاح يوم ترفيهيّ في كلّيّة الإِعلام، بل هو تطبيق للفلسفة التربويّة للجامعة اللبنانيّة التي تقوم على تزويد الطالب بالمعلومات العلميّة والتكنولوجيّة وتعزيز الجانب المعرفيّ لديهِ، إِضافة إِلى بناء الشخصيّة المتكاملة، ليكون الطالب عند تخرّجهِ، عنصرًا اِجتماعيًّا فاعلًا ومؤثّرا في محيطه والوسط الذي يعيش فيه وبالتالي في المجتمع الذي ينتمي إِليه، وهذه الفلسفة تقوم على التوازن المعرفيّ والوجدانيّ والثّقافيّ والفنّيّ والرياضيّ وغيرها من المهارات اللاصفّيّة".

ولفت بدران إلى أنّ "الجامعة إضافة إِلى واجباتها التعليميّة والبحثيّة، معنيّة باكتشاف المواهب والتعبير عن الطاقات الكامنة عند الطلّاب في مختلف المجالات من أجل تنمية شخصيّتهم وإثرائها وزيادة تفاعلهم مع المجتمع، بما يؤمّن تنمية الذات الوطنيّة التي تنعكس بدورها على التنمية الوطنيّة بشكل عامّ".

وقال: "إِنّ هكذا نشاطات وغيرها في مختلف فروع الجامعة، من شأنها نشر الوعي الثقافيّ والفنّيّ وهي تعمل على توطيد الروابط الإِنسانيّة بين الطلّاب داخل أسوار الجامعة وخارجها وهي كما ذكرْتُ ليست فسحة استرخاءٍ، بل وسيلة لإِغناء الفكر وتعزيز الإبداع والتفكير النقديّ، وروح المنافسة".

وتمنّى بدران لفعاليّات هذا اليوم النجاح مثمِّنًا الجهود التي بذلتها الجهات المنظّمة من عمادة وإِدارة وأساتذة وطلّاب ومشاركين.

ووعد في ختام كلمته الأساتذة المتعاقدين بمواصلة العمل حتّى الوصول إلى برّ الأمان، هذه ليست وعودًا إنّما عمل ليل نهار، لإنضاج الملفّ وإنصاف الأساتذة".

كما وكانت ندوة تحت عنوان "لئلّا يسود نظام التفاهة" أدارها رئيس قسم العلاقات العامّة والإعلان د.ميشال اللفّة الذي نبّه من انتشار ثقافة التفاهة لا سيّما في أوساط جيل الشباب.  

وكانت كلمة للشاعر والإعلاميّ زاهي وهبي تحدّث فيها عن الفساد الذي يسود في مجتمعاتنا واستبعاد البرامج الثقافيّة عن الوسائل الإعلاميّة وذلك بسبب خلل وتقصير ناجم عن جهل أو تجاهل لقيمة الثقافة تحت حجّة أنّ أصحاب الرساميل يتجنّبون الاستثمار في الثقافة لأنّها غير مربحة، إلّا أنّ هذا غير صحيح لأنّ البرامج الثقافيّة ممكن أن تقدَّم بقالب حديث وتحاكي أزماتنا بعيدًا عن الخطاب السياسيّ القائم.

الشاعرة ندى الحاج أشارت في مداخلتها الى أهميّة الإصغاء إلى نداء الذات واتّباع مسارنا في الحياة فلكلٍّ منّا استعداد لِصَقْلِ المعرفة بما أنّ التفاهة لا يمكن أن تتسلّل وتصمد لدى من في أياديهم وروحهم شعلة متّقدة بشغف المعرفة.

دكتور جوزف عسّاف شرح، بدوره ثورة الإعلام والمفاهيم والمصطلحات الجديدة التي أدخلتها. ولفت الى أهميّة

 اللغة كركيزة للثقافة ونبّه من الخروج عن الأخلاقيّات الإعلاميّة وسط ما يسود من عصبيّة سياسيّة وطائفيّة. واعتبر أنّ الصحافة مهنة ولا يحقّ لمن لا يملك مفاتيح المهنة ممارستها لافتًا إلى أنّ الصحافة اليوم لم تعد ترتكز على نقل الخبر والسبق الصحفيّ، إنّما اصبحت ترتكز على الإحاطة بالحدث وقوفًا على مسبّباته ونتائجه فكثرت التحاليل والنقد غير متنبّهين ألّا أحد يملك الحقيقة، كلّ الحقيقة.

كما وكانت مداخلةٌ، في خلال الندوة، لممثّل الأساتذة في الفرع الدكتور هاني صافي أشار فيها الى أنْ "في نظام التفاهة ُتفَرغ السياسة من الأفكار الكبرى كالحقّ، والواجب والعمل والالتزام والقيمة والمصلحة العامّة، ويخلو العمل العامّ من منظومات الأخلاق والمفاهيم والمُثل العليا والمواطنة والالتزام، وينحصر الهاجس بتحقيق المكاسب والأرباح."

وشدّد على أنْ "يقع على عاتق وسائل الإعلام ألّا تخصّصَ فقرات للترويج للمؤثّرين التافهين على وسائل التواصل الاجتماعيّ طمعًا منها بزيادة المشاهدين أو المستمعين، لأنّ ذلك يزيد من شهرتهم ومن تثبيت موقعهم في عقول العامّة وخصوصًا السُذّج والناشئين والأطفال".

وختم صافي: "علينا أن نقاوم هذا المسار الجهنميّ المهدّد لقِيَمنا وحقوقنا ومصالحنا. في المحصلة، لئّلا يسود نظام التفاهة لا مُعين لنا سوى صيانة كرامتنا وأخلاقنا والحفاظ على مُثُلنا العليا وإخضاع عملنا لتفكيرنا

النقديّ".

النشاط الثقافيّ الذي استمرّ طيلة النهار بإشراف رئيسة قسم الصحافة الدكتورة إيفانا مارشليان وتنسيقها، كان مساحة للقاءات ثقافيّة ومهنيّة تناولت أهميّة الاختصاصات المختلفة المتوافرة قي الكليّة كما دور الإعلام البنّاء واستضاف عددًا من الشخصيّات الإعلاميّة وذوي الاختصاص، وتضمّن معرضَ كتاب ومعرضَ رسم للطلّاب وعرضًا تشكيليًّا مع الفنّانة التشكيليّة الدكتورة ريتا كيروز. كما قدّم الطلّاب نشاطًا موسيقيًّا مسرحيًّا غنائيًّا وأحيا الشاعر شوقي بزيع أمسية شعريّة. وتمّ توزيع ميداليّات للطلّاب الرابحين في مباريات كرة الطاولة والشطرنج وكرة السلّة وبيبي فوت و"دارتس" بحضور رئيس الجامعة وإشراف المدرّبة تانيا ضاهر.

واختتم اليوم بحفل موسيقي غنائيّ مع الفنّان سيبمول يونس