بانكوك... البابا يلتقي البطريرك الأعلى للبوذيّين في تايلاند
وبعد شكر البطريرك على ترحيبه، أعرب البابا عن سعادته في زيارة المعبد البوذيّ الّذي عُقد فيه اللّقاء الّذي "يندرج في إطار مسيرة تقدير واعتراف متبادل بدأها أسلافهما"، وعبّر عن رغبته في "أن تزيد هذه الزّيارة لا فقط الاحترام بل وأيضًا الصّداقة بين الجماعتين".
وبحسب "فاتيكان نيوز"، ذكَّر البابا "في هذا السياق بمرور حوالي 50 سنة على زيارة قام بها بطريرك بوذي أسبق إلى الفاتيكان للقاء البابا بولس السّادس، وشكلّت هذه الزّيارة منعطفًا هامًّا في تطوّر الحوار بين التّقليدين الدّينيّين، مشيرًا إلى أنّ هذا الحوار قد مكّن البابا يوحنّا بولس الثّاني من زيارة هذا المعبد ولقاء البطريرك الأعلى".
وتوقّف كذلك البابا عند زيارة رهبان بوذيّين له في الفاتيكان وتقديمهم له مخطوطة بوذيّة قديمة باللّغة البالية وهي محفوظة اليوم في المكتبة الفاتيكانيّة، منوّهًا بهذه الخطوات الصّغيرة الّتي "تساهم في الشّهادة، لا فقط في جماعاتنا بل وأيضًا في عالمنا، على أنّ ثقافة اللّقاء ممكنة".
وتابع البابا في كلمته: "وحسب ما ذكر في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل" أنّنا حين تتوفّر لدينا فرص المعرفة والتّقدير المتبادلَين، في اختلافنا، نقدّم للعالم كلمة رجاء قادرة على تشجيع ودعم مَن يتضرّرون دائمًا بسبب الانقسام. إنّ مثل هذه الإمكانيّات تذكِّرنا بأهمّيّة أن تكون الأديان بشكل أكبر دائمًا منارات رجاء بحكم كونها تشجيعًا على الأخوّة وضمانة لها".
وشكر الشّعب التّايلانديّ على التّناغم الموجود بين الكاثوليك والبوذيّين، ما أتاح للمسيحيّين ممارسة شعائرهم الدّينيّة بحرّيّة، مؤكّدًا "على درب الثّقة المتبادلة والأخوّة هذه التزامه الشّخصيّ والتزام الكنيسة من أجل تعزيز حوار منفتح ومحترِم في خدمة سلام وخير هذا الشّعب"، مضيفًا أنّه "وبفضل التبادلات الأكاديميّة الّتي تؤدّي إلى فهم متبادل أكبر، وأيضًا بفضل التّأمّل والرّحمة والتّمييز الّتي تشترك فيها تقاليدنا، يمكننا أن نكبر في قرب جيّد وأن نشجّع بين مؤمنينا تطوير مشاريع محبّة جديدة قادرة على إطلاق ومضاعفة مبادرات ملموسة على درب الأخوّة، وخاصة لأكثر الأشخاص فقرًا وفيما يتعلّق ببيتنا المشترك الّذي يعامَل معاملة سيّئة. وهكذا سنساهم في تشكيل ثقافة شفقة وأخوّة ولقاء هنا وفي مناطق أخرى من العالم"، معربًا عن ثقته بأنّ هذه المسيرة ستواصل حملها لثمار وفيرة.
وفي الختام، طلب الأب الأقدس البركة الإلهيّة لشخص البطريرك وصحّته ومسؤوليّته عن قيادة المؤمنين البوذيّين على درب السّلام والوفاق.