بالمسيح لا نموت بل نعبر، فطوبى للّذين عبروا بسلام
في مسيرة الكنيسة المارونيّة، تلك الرّحلة المشبعة بألوان القيامة الممتلئة بطقوس الفرح والابتهال والمزيّنة برائحة الشّهداء والقدّيسين، الّذين زرفوا العمر وعيونهم ترنو إلى تلذّي قهر الوقت والزّمان وغلب الموت والجحيم وجعل الحاضر رمزًا لحضوره الّذي لا يزول.
مع الّذين عبروا إلى الضّفة الأخرى وقلوبهم تفطر فرحًا بلقاء سيّد الحياة، في ولادة ثالثة ثبيتة تكلّل ولادتين أساسيّتين، ولادة من العدم إلى الوجود، وولادة ثانية من حشا الإنسانيّة إلى حشا الكنيسة بمياه المعموديّة مختومين برمز الحياة، ممسوحين بزيت الانتصار وميرون الملكوت، مكلّلين بأكليل المجد ودرع الإيمان، سائرين إلى الحبّ اللّامتناهي، هذا الّذي من فيض حبّه، أفاض علينا ذاته، فأصبحنا جزءًا منه وأضحى جزءًا منّا ، في ولادته وعماده وموته وقيامته، في خبزه وخمره، في جسده ودمه، في كلمته وروحه، في حضوره وكلّيّته، فصرنا نعشق الولادة لنتشابه مع الآب، ونصبو نحو الانتصار لنتشارك مع الابن، ومبشّرين بحضارة الحياة لنكون شهودًا للرّوح.
مع الّذين عبروا وكعائلة واحدة نرفع كلّ المجد والتّسبيح لربّ الحياة الّذي ردم الهوّة بآلامه وصنع جسر العبور بصليبه المقدّس وكسر شوكة الجحيم بقيامته المجيدة.
بالمسيح لا نموت بل نعبر، فطوبى للّذين عبروا بسلام ولتكن صلاتهم معنا آمين.