بالصّلاة انتصار لا انكسار!
والنّاس بهذا مختلفون، لكلٍّ كفاءات وميول وأهواء تطبع حياته وترسم مسارها الدّقيق.
يكون إذًا كلّ مرء فريدًا ومميّزًا، حياته حلبة مصارعة دائمة ٌ مبارياتها، مصارعة تثبيت وجود في كلّ الظّروف والاختبارات والأمكنة، مصارعة يثني فيها الإنسان على قدراته بشكل مستمرّ بدءًا من المدرسة مرورًا بالجامعة وصولًا إلى مكان العمل.
إيقاع الحياة ازداد سرعة والفرص المتوفّرة تراجعت قلّةً، فمن انطلق في رحلة الحياة عند إنذار صفّارة البداية، رسّخ نجاحاته في أرض الجهد والكفاءة والتّقدير، بفضل الصّلاة وحدها.
الصّلاة إذًا غذاء الجوع، ماء العطش، غطاء البرد.
الصّلاة حماية الخوف، نوم النّعس، شفاء المرض.
الصّلاة حلوّة المرارة، عزاء الحزن، فرح اليأس، رجاء التّشاؤم.
الصّلاة انتصارٌ في وجه الانكسار!
بالصّلاة يقوى الإنسان ويتسلّح بالحكمة والأمل؛ بها يتخطّى العقبات ويجتاز الأزمات.
بالصّلاة يُغمَر الإنسان بشغف الأمور، يتخلّى عن الكسل وخطيئة التّأجيل، ويسير في دروب النّجاح الأكيد.
الصّلاة البعيدة عن العمل الدّؤوب لا تكفي، والعكس صحيح، فالأمران متجانسان متّصلان اتّصالًا وثيقًا، به يحفر الإنسان إسمه في دفاتر النّجاحات في مختلف القطاعات، دفاتر لا تمزّقها يد ولا تحملها رياح ولا تبلّلها عاصفة ولا يمحيها زمن، دفاتر يخطّها الله بأنامل مقدّسة بعد تأمّل عميق لأبنائه على هذه الأرض.