أوروبا
01 حزيران 2018, 12:12

بالصور دير مار شربل في بلجيكا الذي شهد على أعجوبة الافخارستيا منذ القرن الخامس عشر.. ورئيس الدير الأب شربل عيد يؤكد: الدم ّالمقدّس حضور إلهي يتفاعل معه المسيحييون المشرقيون!

في أوّل تصريح له لوسائل إعلامية لبنانية، خصّص رئيس دير مار شربل في بلجيكا الاب شربل عيد، من الرهبنة اللبنانية المارونية، تيلي لوميار ونورسات، للكشف عن تاريخ الدير وأعجوبة الدمّ المقدّس ، ووصول القدّيس شربل الى الدير وامتلاك الرهبانية اللبنانية المارونية له.

بدايةً عرض الاب عيد تاريخ دير مار شربل في بلجيكا ، الذي يعود تاريخه الى القرن الثاني عشر، والذي كان عبارة عن كنيسة صغيرة على اسم السيدة العذراء، سيدة النعمة والعزاء.
ولهذه الكنيسة تاريخ طويل، بدأ مع السيّد اسحق وولده أرتور، اللذان اتّجها الى أورشليم مع الحملات الصليبية، وبعد سجنه هناك صلّى اسحق للعذراء كي تنقذه من سجنه، واعداً إياها ببناء كنيسة في غابته على اسمها.
بعد استجابة طلبه، ورجوعه سالماً الى بلده بنى هذه الكنيسة ووضع فيها تمثالاً للعذراء مريم، الذي نُقِل فيما بعد الى القرية المجاورة ittre ، بعد شفائها من مرض الطاعون، أما تمثال العذارء مريم الذي هو موجود حتى الآن في الدير، فهو يُعدّ من أهمّ الموجودات التي فيه وهو يعود الى سنة ١٣٥٠.
وأضاف الاب عيد أنه في الخامس من حزيران ١٤٠٥، وعلى غير عادة، اتّجه كاهن ittre، الى الكنيسة للاحتفال بقداس الصليب قبل عيد العنصرة، وذلك بعد سماعه ليلاً صوتاً يقول له بأنه :" عليك ان تقدّس للمرة الثالثة في الكنيسة."
وفي الاسبوع عينه كان أحد النبلاء وهو Jean De Huldenberg ، قد رأى في منامه سيّداً مضمّخاً بالدماء، فقال له ؛" من انت، فقال له السيّد ، اذا كنت تريد أن تعرف من أنا ، عليك ان تشارك في القداس."

وعند بدء الذبيحة الالهية، وتحديداً عند تقدمة القرابين، لاحظ الكاهن بيار أوست أنّ قطعة من القربان المقدّس قد وقعت منه نهار الخميس وبدأت تنضح الدمّ لمدّة أربعة ايام على الصمدة المقدّسة.
أُحيلت هذه الاعجوبة على رئيس اساقفة كانبري للتحقيق فيها، وهو قد شكك في صحتها، إذ انه غسل الصمدة الكثير من المرات، وكل مرة يغسلها، يزداد الدماء وضوحاً عليها.


سنة ١٤١٣ أثبت صحة الاعجوبة الكاردينال بيار دالي، وأمرَ بعبادة القربان المقدس، والتطواف به في أرجاء القرية نهار الاحد الواقع بعد الثامن من ايلول. وما زال هذا التقليد سارٍ حتى يومنا هذا.

كما أكدّ الاب شربل عيد لتيلي لوميار أنّ دير القديس شربل في بلجيكا يحوي على ذخائر مهمة، كالشوكة المقدسة التي تعود الى الملك لويس التاسع وهو القديس لويس الفرنسي. وهناك ايضاً ذخيرة عود الصليب المقدس التي نضحت دماء عندما شكّ في صحتها رئيس الدير في القرن الخامس عشر . 

كما يوجد مذخّر للقديس شربل مصنوع من خشب الارز ، يحوي على قطع من جثمانه، وهناك الدمّ الذي خرج من رأس القديس شربل سنة ١٩٥٠.

دير مار شربل في بلجيكا، دير عبقت زواياه بحكايات وتواريخ وصلوات أناس مرّوا ليطلبوا شفاعة الدم المقدّس. يدهشك هذا الحضور الهائل للقديس شربل في كنيسة الذخائر ، وكأنّ بك تقول أنّ هذا الراهب " السكران بالله" قد جاء ليسجد ويُكمِل صلاته أمام الدمّ المقدّس.
حضور هذا القديس في هذا الدير قد لعب دوراً مهمّاً، إذ أنه قد جعل منه واحةً روحية يلتقي فيها الشرق والغرب، فأصبح الدير مع حضور شربل جسر عبور بين الطوائف والبلدان. فهنا لا يجب أن تُتقن اللغة الفرنسية وغيرها، وليس مهماً الى أي طائفة تنتمي، هنا تعتريك لغة الحبّ وطائفة صمت شربل الساجد أبداً أمام دمّ المسيح المقدّس يعلّمك أنّ من كان للربّ محبّاً لن يدركه الهلاك أبداً.