لبنان
06 كانون الأول 2018, 09:10

بالصور.. "جنائن الشمس" قرية الحجر والتراث وبيوت تسجد لهيبة الجبل

"نحن مع أجدادنا متجذرون في مسيحيتنا المشرقية، وهذا لا يتناقض البتّة مع روح الانفتاح على العالم كلّه، ونحن مشدودون بفعل هذا التجذّر إلى الأرض التي عاش عليها معلّمنا وإلهنا، وحبّنا للأرض المقدّسة."

بهذه الكلمات، يعبّر القنصل العام الدكتور أنطوان عقيقي، عن علاقة الأراضي المقدّسة بـ"جنائن الشمّس"،  التي حكايتها مع الشمس من عمر الزمان فلا عجب إن اقترن اسم هذه الجنائن بالشمس واليها انتسب.
"جنائن الشمّس" في كفردبيان تذكّر بالحدائق المعلّقة، غير أنها لبنانية قروية تراثية، كلّ ما فيها يستحضر عراقة الماضي وهناء العيش في الرّيف دون انغلاق على الحداثة، وفي انسجام مع المعاصرة.«جنائن الشمس» بقعة من كفردبيان تمتد على مساحة تقارب الثمانين الف مترمربع، تستلقي على سفح جبل حالم، مغمور بالجمال.  
وتُعتَبَرُ قريةً نموذجيةً تراثية يتمازج فيها سحر الطبيعة مع صفاء العيش. تتألّف القرية التي من المتوقع تدشينها في مطلع الربيع المقبل، من أحياء عدّة، وهي حيّ الكروم، حيّ تذوّق النبيذ، حيّ المغارة، حيّ العين وحيّ الكنيسة. وبيوتٍ من الطراز اللّبناني القديم، كما ستتضمن غابة اشجار تمتد على مساحة خمسةِ آلاف متر مربّع، بالإضافة إلى مغارة ميلادية ضخمة لتنمية السياحة الدينية. والمميّز فيها هو عدم وجود للإسفلت على الدّروب الواصلة هذه الأحياء ببعضها.
 
وفي وسط القرية ساحة كتلك التي لا تخلو منها قرية، تتصدّرها كنيسة حجرية على اسم "كنيسة المهد"، وشفيعتها"سيّدة الزروع"، وعلى بُعدِ عشرات الأمتار من الكنيسة، ننتقل إلى مدينة المدائن، بيت لحم ومغارتها، حيث تنفتح المشهدية على أورشليم مغمورة بالظلام، ثمّ يتراءى وسط العتمة طيف ملاك ونجمة الصّبح، وسرعان ما يطلع الصّباح على مدينة أورشليم، التي كلّ من فيها يعمل بجدّ ليكسب قوته. العين تراهم يتحرّكون ويشتغلون في تصوير حيّ لإيقاع الحياة اليومية للبشرية ولا يخفى على النّاظر تصميم هذه المشهديات المصمّمة في إيطاليا خصّيصاً لجنائن الشمّس.
اللّوحة الثانية هي مغارة بيت لحم حيث ميلاد السيّد المسيح وحدث التجسّد الإلهي ومشهد الثلج متساقطاً على التّلال في خلفية اللّوحة إيحاء ببرد الشّتاء، فلا يملك الرائي إزاء هذا المشهد إلاّ أن يردّد مع الملائكة"المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام، وفي النّاس المسرّة."
 
يهدف المشروع، وفقاً لعقيقي، إلى تنمية السياحة الريفية البيئية بالدرجة الأولى، وهو يسعى بشكل أساسي إلى جذب المغترب اللّبناني إلى بيئته الطبيعية والتراثية في لبنان. وفي لقاء مع تيلي لوميار ونورسات، عرض رئيس بلدية كفردبيان الدكتور بسّام سلامة، للأثار الايجابية للمشروع، وأبرزُها: خلق فرص العمل في قطاع البناء والهندسة أثناء فترة البناء، وفرص عمل أخرى في قطاع السّياحة بعد الافتتاح، بالإضافة إلى زيادة حركة السّياحة في المنطقة، وتحريك العجلة الإقتصادية العامّة.