الفاتيكان
21 أيلول 2021, 09:30

البابا فرنسيس: مشاعر الأسى ينبغي أن تتحوّل إلى مسيرة إصلاح ملموسة

تيلي لوميار/ نورسات
إفتُتح ظهر الأحد في وارسو، المؤتمر الدّوليّ حول حماية الأطفال والبالغين الضّعفاء "رسالتنا المشتركة من أجل حماية أطفال الله" الّذي تنظمه اللّجنة البابويّة لحماية القاصرين ومجلس أساقفة بولندا، والّذي يشارك لغاية يوم غد ممثّلون عن المجالس الأسقفيّة والجمعيّات الرّهبانيّة فضلاً عن عدد من المهنيّين العلمانيّين.

وللمناسبة، وجّه البابا فرنسيس رسالة مصوّرة، "رحّب فيها- بحسب "فاتيكان نيوز"- بالمشاركين في الأعمال، لأنّهم التقوا لينظروا في كيفيّة تجاوب الكنيسة مع أزمة التّعدّيات الجنسيّة على القاصرين من قبل أعضاء فيها، وفي السّبل الأنسب الّتي يمكن اتّباعها من أجل مواجهة أزمة في غاية الخطورة.  

وذكّر الحبر الأعظم بالكلمة الّتي وجّهها إلى رؤساء مختلف المجالس الأسقفيّة في العالم الّذين اجتمعوا في روما في شباط فبراير من العام 2019، لافتًا إلى أنّه شجّعهم على التّأكّد من عدم غضّ النّظر عن رخاء الضّحايا حفاظًا على سمعة الكنيسة كمؤسّسة. ولفت إلى أنّ مواجهة حقيقة هذه التّصرّفات المقيتة والسّعي بتواضع إلى الحصول على مغفرة الضّحايا والنّاجين، كفيلان في جعل الكنيسة تستعيد ثقة الأشخاص وموقعها كفسحة للضّيافة والأمان لجميع المحتاجين. وأكّد البابا أنّ مشاعر الأسى ينبغي أن تتحوّل إلى مسيرة إصلاح ملموسة، من أجل تفادي تكرار هذه التّجاوزات، وبغية منح الآخرين الثّقة واليقين بأنّ الجهود المبذولة ستقود في نهاية المطاف إلى تبدّل حقيقيّ وجدير بالثّقة".

كما شجّع البابا "الجميع على الإصغاء لنداءات الضّحايا والالتزام، معًا ومع المجتمع عمومًا، في هذه النّقاشات الهامّة لأنّها تتعلّق بمستقبل الكنيسة في أوروبا الوسطى والشّرقيّة، وليس فقط بمستقبل الكنيسة، إنّما أيضًا بقلب المسيحيّ، وبمسؤوليّاتنا جميعًا. وقال للمؤتمرين: لستم أوّل من تحمّلوا مسؤوليّة اتّخاذ هذه الخطوات الضّروريّة جدًّا، ولن تكونوا الأخيرين على الأرجح. لكن اعلموا أنّكم لستم بمفردكم في هذه الظّروف العصيبة.  

بعدها أكّد الحبر الأعظم أنّ الإقرار بأخطائنا وبإخفاقاتنا يمكن أن يُشعرنا بهشاشتنا وضعفنا. لكنّه في الوقت نفسه يمكن أن يمهّد لزمن من النّعمة الجميلة، يفتح الآفاق على المحبّة والخدمة المتبادلة. إذا أقرّينا بأخطائنا لن نخشى شيئًا لأنّ الرّبّ نفسه قادنا إلى هذه المرحلة".

في الختام، حثّ البابا فرنسيس جميع المؤتمرين على أن يكونوا أدوات متواضعة بين يدي الرّبّ، وأن يضعوا أنفسهم في خدمة ضحايا التّعدّيات، وأن يروا فيهم رفاقًا وروّادًا لمستقبل مشترك، وأن يتعلّموا من بعضهم البعض كيف يصبحون أكثر أمانة وليونة من أجل مواجهة تحدّيات المستقبل مع بعضنا البعض. ثمّ سأل الرّب أن يبارك الجميع وطلب من العذراء أن تحميهم، راجيًا منهم أن يصلّوا من أجله.