أوروبا
19 آب 2020, 10:43

بارولين من لورد: لعدم الخوف، وعدم الانسحاب، وعدم الخضوع

تيلي لوميار/ نورسات
إلى لورد حمل أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين قرب البابا فرنسيس الرّوحيّ وبركته في عيد انتقال السّيّدة العذراء إلى السّماء، وبخاصّة إلى الّذين يعيشون صعوبات ومحن، وذلك في قدّاس إلهيّ ترأّسه في هذا المقام المريميّ للمناسبة ضمن إطار الحجّ السّابع والأربعين بعد المئة من الحجّ الوطنيّ الفرنسيّ.

"بثقة كبيرة، مع اليقين الرّاسخ بأنّها ستصغي إلينا"، توجّه بارولين إلى مريم العذراء في عظته، موكلاً كلّ النّوايا الّتي يحملها الحجّاج المشاركين إليها، مؤكّدًا في عظته وبحسب "فاتيكان نيوز" أنّ "مريم، وكما يعلِّم المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، تُظهر لنا نفسها كعلامة تعزية ورجاء أكيد، وهذا الأمر هو أكثر آنيّة لاسيما في سياق الوباء والصّراعات الّتي تصيب عالمنا، عالم يعرف الظّلام، والخوف، والسّيطرة العمياء والقاتلة، والمنافسة غير العادلة، واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، والضّياع". كما أنّ وجودها في السّماء بالنّفس والجسد يجعل المؤمنين "رجالاً ونساءً إفخارستيّين، توجّه حياتهم كلمات يسوع: "إفعلوا هذا لذكري" لكي تُعدَّ دروب صعودهم إلى السّماء."

وأضاف في هذا السّياق: "أن نحمل سمات أمّ يسوع الّتي رُفعت في المجد، كرجال ونساء إفخارستيّين منغمسين في تواضع التّمييز، يعني عدم الخوف، وعدم الانسحاب، وعدم الخضوع كما نقرأ في اللّيتورجيا اليوم، وإنّما أن نعرف كيف نحوّل الصّحراء إلى ملاذ آمين بالفرح وليس بالعنف. أن نحيا هذا كلّه وأن ننتمي إلى الرّبّ المصلوب والقائم من بين الأموات، وأن ننتمي إلى جماعة المدعوّين للخلاص، جميع هذه الأمور تعني أن ننال عطيّة هذا العيد. يقود الحجّ، علامة الإيمان الكنسيّ، إلى لورد ويكتسب معناه هناك: نحن حجّاج هنا لنرى أنّ هناك مغارة مفتوحة يضيء فيها نور قبر يسوع المفتوح والفارغ، لأنّه كما كان الأمر بالنّسبة لبرناديت، يصبح المتواضعون والفقراء معلّمين لإيمان شعب الله وبوّابة للدّخول إلى سرّ المخلّص.

هذه المغارة المفتوحة الّتي نراها ونلمسها بيدي وعيني الجسد والرّوح تنقل إلينا سحر العيش معًا في الأخوّة: أتمنّى أن يرافق هذا السّحر دائمًا نموّنا في التّمييز، وأن تنمو معه في كلّ منّا ملامح العذراء مريم المرتفعة في المجد، لكي ننتمي بفرح أكثر فأكثر إلى الأشخاص الّذين يحملون صورة بنوّتها فنكرّس أنفسنا بالكامل للعهد والمسيرة اللّذين يجعلاننا مرسلين ومبشّرين."