بارولين من الكاميرون: البابا يتّحد بالرّغبة في السّلام والمصالحة الّتي ترتفع من هذه الأرض الحبيبة
وعن سرّ التّثبيت شرح بارولين في كلمته، فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ درع التّثبيت هو علامة لرابط الشّركة الخاصّ مع البابا: وإذ نُسج من صوف الحملان الّتي باركها الحبر الأعظم في عيد القدّيسة أغنيس، وهو يذكّر بصورة الرّاعي الصّالح الّذي يذهب بحثًا عن الخروف الضّالّ ويحمله على كتفيه. كما يمثّل القوّة الّتي يمارسها رئيس الأساقفة في الولاية الكنسيّة، في شركة مع الحبر الأعظم. إنّها علامة غنيّة بالمعاني، تدشّن بقوّة خدمة ورسالة كلّ رئيس أساقفة جديد: إذ توضع خدمته الجديدة منذ بدايتها تحت علامة الشّركة، في الطّاعة والاتّحاد مع الأب الأقدس وبمشاركة إخوته في الأسقفيّة."
وتابع بارولين: "بينما تدّوي أصوات كثيرة وتطارد بعضها البعض من حولنا؛ بينما يريد الكثيرون أن يكونوا معلّمين في حياتنا، من الضّروريّ أن نعطي وزنًا فريدًا لكلمة المسيح الّتي هي كلمة الّتي لا تزول، ولهذا السّبب دعانا البابا فرنسيس في مناسبات عديدة لكي نحمل معنا كتابًا مقدّسًا صغيرًا. إنَّ الإنجيل في الجيب ليس مجرّد شعار وإنّما هو برنامج روحيّ... إنّ يسوع يريد خير الإنسان ولهذا يحرّره من الشّرّ. إنّه قادر على أن يحرّرنا الكامل بالضّبط من خلال كلمته البسيطة والقويّة: إنّها ليست صيغة سحريّة، وإنّما هي كلمة فعّالة"، مشيرًا إلى أنّ "الشّرّ موجود والمسيح قادر على هزيمته."
ودعا بارولين إلى الهدوء والسّهر، على ضوء تعليم القدّيس بولس الرّسول، مفسّرًا سبب الحاجة إليهما، فـ"الهدوء لأنّنا مع المسيح منتصرون، في اتّباعه من خلال الصّلاة والحياة الأسراريّة؛ والسّهر لكي نتمكّن من تمييز الشّرّ، بدءًا من قلوبنا."
هذا وحثّ أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان المؤمنين على مواجهة العنف والانقسامات والصّراعات بين الإخوة التي تعاني منها هذه الأرض، فـ"الّذي يحارب الشّرّ الّذي يقيم في قلبه، يصبح حاملاً للخير والسّلام في عائلته، بين أصدقائه، وفي جماعته: وبهذه الطّريقة يصبح بذرة رجاء للجميع."
وأنهى قائلاً: "وبعد ألفي عام، يبقى الدّهشة والسّؤال أمام الرّبّ يسوع موقفين ثمينين يجب علينا أن نحافظ عليهما بعناية: لا يجب أن نتوقّف أبدًا عن التّفكير في هذا اللّغز لكي نتجنّب خطر الكبرياء الرّوحيّ، لأولئك للّذين يقتنعون بأنّهم يعرفون كلّ شيء عن يسوع، بدون أن يدركوا بأنّه دائمًا ما يكون أعظم ممّا يمكننا فهمه بشريًّا. لا يجب أن نتوقّف أبدًا عن الدّهشة والتّعجّب أمام السّرّ الأساسيّ لإيماننا المسيحيّ: سرّ ابن الله الّذي صار إنسانًا لكي يحرّرنا."