لبنان
04 أيلول 2020, 06:15

بارولين تفقّد كاتدرائيّتي الرّوم الأرثوذكس والملكيّين الكاثوليك في بيروت، والتّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
أعلن أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، خلال زيارة كاتدرائيّة مار جاورجيوس للرّوم الأرثوذكس مساءً، أنّ هذه الزّيارة لها أهمّيّتها إذ تعبّر عن التّضامن المسيحيّ بين الكاثوليك والأرثوذكس، مشدّدًا على وقوف الفاتيكان إلى جانب اللّبنانيّين جميعًا في هذه الأزمة.

متروبوليت بيروت للرّوم الأرثوذكس الياس عوده الّذي كان في الاستقبال، شرح لزائره عن تاريخ الكاتدرائيّة وأيقوناتها وآثاراتها، وعلّق على مبادرة البابا فرنسيس مشيرًا إلى أنّها "تدلّ على وداعة وتواضع، وتحمل التّعزية للجميع وللمسيحيّين، لا بل علّم الجميع كيف يغفر الإنسان إلى أعدائه، ولكن لا يستطيع الإنسان أن يغفر إذا كان لا يحبّ فمن يقول أنا أحبّ الله ولا يحبّ الإنسان هو كافر وكاذب."

وأبدى عوده فرحه الكبير باستقبال الكاردينال بارولين، فقال: "يمكنني أن أقول إنّنا واحد، هناك فرح عندنا جميعًا، هذا الفرح لا يأتي إلّا من القلب الّذي يحبّ الله، فهنا نقول بأنّنا واحد بالمسيح وهذا يدلّ أنّ لا فرح إلّا إذا تعلّقت بأخيك".

هذا وأكّد عوده في كلمته أنّه أمام كلّ المحاولات السّاعية إلى استغلال أهالي بيروت وشراء منازلهم لتغيير هويّة بيروت، "نرفض أذيّة عائلتنا المسيحيّة".

في ختام الزّيارة، قدّم بارولين هديّة لعوده، ودوّن على السّجلّ الذّهبيّ كلمة أعلن فيها "عرفان جميل على الاستقبال الحافل"، متمنّيًا "أن يكون هناك الازدهار حتّى الرّبّ الّذي يساعد الكلّ يعطينا جميعًا نعمة الإيمان المشترك والنّموّ الحقيقيّ في سبيل إنقاذ العالم".

ثمّ عاين بارولين والوفد المرافق أضرار كنيسة النّبيّ إيليّا للرّوم الكاثوليك في وسط بيروت، حيث كان في استقباله متروبوليت بيروت للرّوم الكاثوليك المطران جورج بقعوني ولفيف من الآباء.

بقعوني وللمناسبة، أعرب عن سروره بزيارة مبعوث البابا فرنسيس شاكرًا صلاته ودعمه "كونه حرّك كلّ دول العالم لدعم لبنان، وهذه علامة مشجّعة بالنّسبة لنا، فقداسته ونيافة الكاردينال هما صانعا سلام ومحبّة وحضورهما يناقض الجوّ الّذي نعيشه من دمار وتهجير وفساد وخلافات سياسيّة، ويعطينا جوًّا يذكّرنا بأنّ لبنان هو بلد سلام ومحبّة، وهذه الصّورة نحبّها للبنان."

وأضاف: "نحن بحاجة لهذه الزّيارات المشرقة الّتي تعطي الوجه الحقيقيّ لبلدنا الّذي دمّر والّذي ققد صورته تجاه المجتمع الدّوليّ وكلّ المحيط، وهذا ما يحدو بالشّباب لليأس ويدفعهم للهجرة من لبنان"، مشيرًا إلى أنّ "هويّة لبنان الأساسيّة الّتي هي السّلام والمحبّة العدل والعيش المشترك ضربت كثيرًا، فالانفجار لم يدمّر فقط المنازل والمدارس ويوقع ضحايا بل ما دمّر هو أكبر من ذلك هي صورة لبنان".

وإعتبر بقعوني أنّ "حضور نيافته يجعلنا نقول للنّاس بأنّنا نريد هذا اللّبنان"، سائلاً الحكومة أن "تعيد لبنان السّلام والمحبّة، وما يهمنا هو عودة لبنان القيم"، مناشدًا وسائل الإعلام "الإضاءة على صور إيجابيّة وسط الألم".

بعد ذلك قدّم الكاردينال بارولين هديّة تذكاريّة للمطران بقعوني وإختتم اللّقاء بالصّلاة والتّرانيم.