لبنان
08 نيسان 2018, 13:32

ايلي قاصوف كاهن جديد على مذابح أبرشيّة زحلة الكاثوليكيّة

ترأّس متروبوليت زحلة والبقاع المطران عصام يوحنا درويش القدّاس الاحتفالي لمناسبة سيامة الشماس الإنجيلي ايلي قاصوف كاهناً جديداً لأبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، في كاتدرائية سيدة النجاة. حضر القداس، حشد كبير من المؤمنين، وبخاصّة أهل الكاهن الجديد وعائلته، وأسرة مستسفى تلشيحا، حيث عمل الكاهن الجديد كمسؤول عن راعويّة الصّحة فيها. وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظةً، هنّأ فيها الكاهن الجديد، وقال بحسب الوكالة الوطنيّة:

"بفرح كبير أحتفل معكم برسامة ايلي جوزف القاصوف الكهنوتية وهو الكاهن السادس الذي نرسمه خلال ست سنوات من خدمتي راعياً لهذه الأبرشية. أرحّب بعائلته وأهله وأحيي زوجته كارول وأولاده جان وأنطوني وجميع آل قاصوف وجميع الحاضرين معنا في هذه الرسامة الكهنوتية. يكشف لنا إنجيل يوحنا عطيّة الروح القدس منذ اليوم الأول الذي ظهر فيه يسوع للتلاميذ بعد قيامته، حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفا من اليهود. جاء يسوع ووقف في وسطهم وقال لهم: السلام لكم وأراهم جروحاته ليبرهن لهم بأنه حي، ثم أعطاهم الروح القدس وكلفهم برسالة واضحة: مغفرة الخطايا، أي أن يحرروا قلب الإنسان.
عطيّة الروح القدس ما زالت تعطى لنا، والروح نفسه، يقول بولس الرسول، ما زال يعمل فينا نحن أبناء الكنيسة: سينزل عليكم الروح القدس، فتتلقون منه القدرة، وتكونون لي شهودا.. حتى أقاصي الأرض" (اعمال1/8).

أيّها الابن العزيز ايلي، هذه الكلمات تتوجه اليوم إليك، ونحن بفرح كبير نقدمك لخدمة مذابح الأبرشية، ونرفعك بصلاتنا، لتكون واحداً مع أخوتك الكهنة الذين سبقوك بالخدمة الكهنوتية، ولكي تعيش كهنوتك بقداسة. منذ اليوم أنت كاهن إلى الأبد، يدعوك المسيح لتبشر به وتحمل الأسرار وتوزعها لجميع أبناء الله وتقود بالسلطان المعطى لك شعب الله إلى الحياة الأبدية. الحقيقة أن كل واحد منا، بعد معموديته وتثبيته بالميرون المقدس، نذر للمسيح ليكمل رسالته الخلاصية في العالم، ولينقل كلمة الله إلى البشر. لقد منحكم الروح القدس القدرة لتكملوا رسالة المسيح، لذلك علينا أن نهيئ ذواتنا وبشكل دائم لنقبل ثمار الروح فينا.

أتوجّه بكلمتي في هذا الاحتفال الليتورجي إلى جميع كهنة الأبرشية، وأتوجه بخاصة لك أيّها الشماس العزيز ايلي، فبعد دقائق معدودة ستكون كاهناً على مذابح أبرشيتنا وخادما لكلمة الله وللرجاء الذي أعطيت، يوم قررت أن تتكرس. أتمنى أن تتأمل دوما بكلمات بولس الرسول: "أسأل ربنا يسوع المسيح... أن يهب لك روح حكمة يكشف لك عنه تعالى لتعرفه حق المعرفة. لقد أعطاك يسوع المسيح له المجد نعمة ولا أكبر، بأن تحب كما أحب هو، وبأن تضحي كما ضحى هو، أعطاك نعمة بأن تكون شاهداً لحضوره بين البشر. ما يميّز الكاهن هو أنّه دعي ليكون خادماً على مثال معلمه الإلهي. رسم في الكنيسة ليكون صورة لرأس الكنيسة، أي أن يكون صورة للمسيح الخادم، المتواضع، المحب، الحنون والراعي الذي يبذل باستمرار نفسه عن خرافه. إنّ نعمة الكهنوت تعطي ثمارها عندما يجمع الكاهن في ذاته كل المؤمنين وأن يقدم ذاته للكل وأن يكون كلا للكل لكي يربح الكل. آنذاك فقط تفيض نعم الرب عليه وعلى كل أبنائه وبناته الروحيين، وتتحول الجماعة البشرية تدريجاً إلى كنيسة المسيح.

وأودّ أن أذكر جميع الكهنة بأن الكاهن هو أولاً وأخيراً رجل الافخاريستيا. والافخاريستيا هي سر الجماعة، وهي وليمة من صنع الله، يجتمع حولها جماعة المؤمنين الذين يؤلفون معا الكنيسة. بدون الكاهن لا يوجد إفخارستيا، وبدونه لا يتمتع المؤمنون أعضاء الكنيسة بتذوق حلاوة يسوع، وبدونه لا يجلس المؤمنون إلى مائدة الملكوت ويبقى العالم أرضيّاً. معكم يا أخوتي الكهنة يخرج المؤمنون من هذا العالم ويصعدون مع يسوع إلى السماء، معكم يصبح المذبح الأرضي سماويّاً. المسيح يدعوك يا ايلي لتتقدس، وهذا ليس خيارا بل هو واجب كل كاهن أن يسعى للقداسة. لذلك نريد أن نذكر في صلواتنا كل كهنتنا ليكونوا أمناء لدعوتهم وامناء في خدمتهم الكهنوتية. قبل أن أنهي كلمتي اريد أن أتوجه بشكري إلى أهل الكاهن الجديد وعائلته وكل الذين رافقوه في حياته وفي تنشئته الكهنوتية، فأنتم أسهمتم مع الله في إنضاج هذه الدعوة، وأنا أكيد أنّه سيذكركم كل يوم عندما يرفع القرابين على مذبح الرّب.

وبعد انتهاء دورة القرابين، خرج الشماس قاصوف يرافقه عراباه، الأبوان جان بول أبو نعوم الياس إبراهيم من الباب الشمالي للهيكل وصولاً الى الممر الأساسي في الكاتدرائية حيث اعلن العرابان أمام الحضور الكاهن المرتسم، في وقت جلس فيه المطران درويش على كرسي امام الهيكل، ولدى وصول الكاهن المرتسم مع عرابيه الى امام الهيكل قبل الصليب في يد المطران ودخل برفقة العرابين وقبل زوايا المذبح المقدس ثلاث مرات، ومن ثم جثا على ركبتيه على زاوية المذبح في حين وضع المطران درويش البطرشيل ويده على رأس الكاهن المرتسم وتلا الصلاة الخاصة بسيامة الكهنة.

ومع انتهاء الصلاة، قدم اهل الكاهن المرتسم الثياب الكهنوتية الى المطران الذي البسها للكاهن الجديد مع ترداد كلمة "مستحق" لدى الباسه كل قطعة مترافقا مع ترنيم الجوقة، ومع الباس القطعة الأخيرة علا التصفيق في الكاتدرائية وهنأ المطران درويش الكاهن الجديد، الذي توجه الى تقبيل والده وعائلته والحضور.

وبعد القداس، انتقل الحضور الى صالون المطرانية حيث تقبّل الكاهن الجديد وأهله والمطران درويش التهاني من الحضور وأقيم كوكتيل للمناسبة.

ويحتفل الكاهن الجديد بقداسه الأول في كنيسة السيدة في مشغرة.