انتعاشٌ لمنطقة صناعية في حلب
إنّما لا ينعم السوريّون كلّهم في خليّة النحل هذه فقد دفع النزاع منذ آذار 2011 أكثر من ربعهم إلى هجر بيوتهم، غادر مليونان منهم البلاد وتهجّر أكثر من أربعة ملايين في عقر دارهم. أمّا أبو محمّد فقد نزح إلى شيخ نجّار وشقى قبل أن يجد عملاً في مصنعٍ يتقاضى مقابل العمل فيه أربعة آلاف ليرة سوريّة أسبوعيًّا (أيّ عشرين $ أو ثلاثين ألف ليرة لبنانيّة) لكنّ بيته الآن صيفيّ بامتياز بما أنّه مجرّد أربعة بطّانيّات ترقص على إيقاع الهواء، والشتاءُ آتٍ وبرد سورية قارس.
هزّاء شحّود هو أبٌ لأربعة أولاد وفي كلّ ليلة ينظر إلى زوجته وأطفاله وهم نيامٌ ويتّهم نفسه بالجُبن لأنّه ترك بيتهم ولا عمل ثابتٌ له منذ أربعة أشهر وبدأ المال ينفُق لكنّ الحديد والنار كانا بالقرب من داره والمعارك لا ترحم وتُدمع أعين حتّى الرجال (شحّود يمسح دمعة). فمتى يعود السلام والهدوء إلى سورية؟